قصة معلمة في القطاع الخاص

قصة معلمة في القطاع الخاص

أنا معلمة في قطاع خاص، محبة وشغوفة لعملي، أول الناس أوصل دوامي وأطلع آخر الناس كأني فراشة. كانت هاي أول سنة إلي أشتغل فيها، وكنت فرحانة براتبي وإني بصير ماسكة فصل وحصة وأشرح وطالبات وثانوية… كان حمااااس، بس كل هاد كان قبل الصدمة!!! ما كنت أتخيل إن كل شي حلمت فيه ممكن ينقلب ضدي بهالسرعة، وإن المكان اللي كنت حابة أعطيه من قلبي، راح يكون أول مكان يخذلني.

أول أسبوع كان كله ارتباك، طبيعي يعني أول مرة. بس اللي مو طبيعي، إنه كل سؤال أسأله ألاقي معاملة باردة، كل استفسار كأني مزعجة، وكل ابتسامة مني بلا رد. كنت أقول عادي، لسه ما تعودوا عليّ، بس يوم ورا يوم كنت أحس إنه في شي غلط. بلاش لما جهزت أوراق ووسائل وسويت كل شي بحماس، وانصدمت إني لقيت شغلي معروض عند معلمة ثانية قدام الطالبات، ولا كأنه من جهدي! لما رحت أحكي، قالتلي بكل بساطة: “كلنا نشتغل سوا وما حدا يزعل.” صُعقت من الجرأة، والأسوأ إنه الإدارة سكتت، لا بل لمحولي إني أبالغ وما إلي داعي أخلق مشاكل.

الضغط ما وقف هون. بلشوا يعطوني حصص زيادة، إشراف، ترتيب مناسبات، أشياء مو إلي ومو بتخصصي، بس لأني “الجديدة”. وكل ما أحكي، يردوا: “بدك تثبتي نفسك، هيك الشغل.” مرة تعبت كتير، سخونة ودوخة وما قدرت أكمل، طلبت أطلع بدري، قالولي: “ما بنفع، تحملي شوي.” قعدت وأنا جسمي كله عم يرجف، ودموعي على طرف عيوني، وكل هاد عشان ما أطلع صورة “المعلمة الضعيفة”.

أنا كنت جايبة حماس، مش جايبة درع أتحمل فيه قسوة وظلم، كل يوم أرجع البيت أقول لنفسي: “اصبري، يمكن بكرا أحسن”، بس بكرا كان يجي أسوأ!

تابعي الصفحة الثانية لتعرفي شو صار بعد ما طفح الكيل، وهل ضليت ساكتة ولا قررت أوقف عند حدي…

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *