قصة معلمة في القطاع الخاص

إجا اليوم اللي ما عاد أقدر أسكت فيه، كان عندي ٦ حصص متتالية، وبعدها طلبوا مني أجهز نشاط كامل قبل نهاية الدوام بساعة! رحت عالمديرة، وحكيت بكل هدوء: “أنا مو آلة، أنا إنسانة، وبشتغل من قلبي، بس مش معناته أنكم تستهينوا فيني.” يمكن كلماتي كانت بسيطة، بس طلعوا من وجع كبير، وجهي احمر، وإيدي كانت ترجف، بس قلبي كان قوي… لأول مرة.
بعد هالموقف، صارت الناس تتغير، مش فجأة طبعًا، بس الكل صار يعرف إني مش “المعلمة الجديدة اللي بتسكت”. بعض الزميلات صاروا يعتذروا، وبعضهم التزم حدّه. حتى المديرة صارت تحسب حساب كلمتي، وتطلب مني مشاركات بطريقة محترمة، مش أوامر. حسّيت إني كسبت أهم شي… احترامي لنفسي، ووقوفي بكرامتي.
كملت السنة، وكنت بنفس النشاط، بس بعينين مفتوحة. صرت أساعد المعلمات الجداد، أعطيهم شغلي وأقولهم “اكتبي اسمك”، لأنه اللي صار معي ما راح أرضاه لغيري. وأنا اليوم مو بس معلمة، أنا صوت لكل حدا بلش بخوف، وانكسر بس ما انكتم، وأنا الفراشة اللي ظلّت تطير رغم العواصف، واللي حماسها ما انطَفَى، بس اتعلم كيف يحمي حاله.
الصدمة كانت من الظلم والتهميش بأول سنة شغل، بس وقفت عند حدّي، وما سكتت، وطلعت أقوى من كل المواقف اللي حاولت تكسرني.
تعليقات