قصة في عام 1948 عثر على هذا الرجل ميتًا

قصة في عام 1948 عثر على هذا الرجل ميتًا

في صباح يوم حار من ديسمبر عام 1948، عُثر على رجل ملقى بهدوء على شاطئ سومرتون في أستراليا، مرتديًا بدلة أنيقة، وربطة عنق مشدودة، دون أي علامات للعنف أو المقاومة. جلس كمن اختار الراحة الأبدية بإرادته، لكنه لم يكن يحمل بطاقة هوية، ولا أي ورقة تثبت من يكون. لا جرح، لا دم، لا سبب واضح للوفاة، حتى الساعة في معصمه كانت لا تزال تعمل. للوهلة الأولى ظنّه الناس سائحًا أغمي عليه، لكن الطبيب الشرعي أكد أنه ميت… ميت بهدوء غريب، وملامح وجهه لا تحمل أي رعب أو ألم. فقط الصمت.

أُطلق على القضية اسم “رجل سومرتون”، وبدأت رحلة من التحقيقات التي لم تفضِ إلى شيء. كل ما وُجد في جيوبه كان تافهًا: تذكرة قطار لم تُستخدم، بضع عملات معدنية، مشط، سيجارة، وورقة صغيرة كتب عليها بالخط الفارسي “تمام شد” أي “انتهى الأمر”. الكلمة كانت مأخوذة من كتاب نادر للشاعر عمر الخيام. تم العثور على نسخة ممزقة من هذا الكتاب لاحقًا في سيارة مهجورة قريبة، وفيها رموز مشفّرة لا تشبه أي شفرة معروفة، وكأن أحدهم أراد إيصال رسالة… دون أن يفهمها أحد.

لم تسجَّل أي بلاغات عن شخص مفقود بنفس المواصفات. بصماته لم تُطابق أي سجل رسمي في أستراليا أو خارجها. ملابسه كانت فاخرة، لكنها بلا ملصقات تدل على بلد المنشأ، وكأنها قُصّت عمدًا لإخفاء هويته. لم يكن هناك من يسأل عنه، لم يظهر له صديق، ولا قريب، ولا حتى جار يتعرف على صورته. وكأن أحدهم محى تاريخه بالكامل قبل أن يُسدل عليه ستار النهاية. حيرته دفعت الشرطة إلى دفنه بهوية “غير معروفة”، بينما ظل قبره في مدينة أديلايد شاهدًا على واحدة من أعقد الألغاز الجنائية في القرن العشرين.

على مدى سنوات، تحولت القضية إلى لغز قومي. ظهرت نظريات لا تُعد ولا تُحصى: رجل مخابرات؟ عميل مزدوج؟ ضحية سم نادر لا يترك أثرًا؟ أو ربما رجل حاول الاختفاء بنفسه من عالم لا يريده؟ كل الاحتمالات كانت ممكنة، لكن لا أحد امتلك الدليل. حتى الطب الشرعي فشل في تحديد سبب الوفاة، واكتفوا بالقول: “الوفاة طبيعية، لكننا لا نعرف كيف ولماذا”. وظل السؤال مفتوحًا، واللغز يعيش… دون اسم، دون ماضٍ، دون مستقبل.

في الصفحة الثانية، ستعرف كيف كُشف السر بعد 74 سنة، وما الذي جعلهم يتمنون لو أنهم لم يعرفوا أبدًا…

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *