حركة تحت الجلد زي نملة

هي بنت بسيطة، في أوّل العشرينات، كانت بتشتغل وتدرس في نفس الوقت، دايمًا مبتسمة، وبتحب تساعد أي حد، بس في يوم بدأت تحس بحاجة غريبة جدًا. كل شوية تقول: “حاسّة إن في حاجة ماشية تحت جلدي، كأنها نملة بتجري”، خصوصًا في رجليها وقت الليل. تحاول تنام، ترفع رجليها، تغير وضعيتها، لكن الإحساس ما بيروحش، ولا بيخف، بالعكس… بيزيد ويخليها مش عارفة تنام ولا ترتاح. كانت فاكرة في الأول إنه توتّر أو تعب، يمكن من الشغل أو المذاكرة، لكن بعد أيام الموضوع بدأ يزعجها بجد.
الحركة اللي بتحسها تحت الجلد ما كانتش ألم، بس كانت مزعجة جدًا، وكأن جسمها بيصرّخ بحاجة مش مفهومة. بدأت تسأل نفسها: “يا ترى ده عصب؟ ولا فيه حاجة غلط في جلدي؟ ولا أنا بتوهّم؟” وكل ما تحكي لحد، يقولها: “ممكن قلق نفسي… خدي بالك وانتي متوترة؟” بس هي كانت واثقة إن الإحساس حقيقي. لحد ما في يوم، كانت بتقلب في النت وقرّت مقال عن حاجة اسمها “متلازمة تململ الساقين”، واتفاجئت إن الأعراض بالضبط زي اللي عندها!
قررت تروح لدكتور أعصاب، وقالها فعلاً: “أعراضك مطابقة لمتلازمة تململ الساقين، بس لازم نعمل تحاليل نشوف السبب”. وبعد ما عملت التحاليل، كانت المفاجأة… عندها نقص حاد في الحديد! الهيموغلوبين نازل، ومخزون الحديد تحت الطبيعي بكتير. الدكتور قالها إن نقص الحديد مش بس بيعمل تعب وخمول، ده كمان بيأثر على الأعصاب والعضلات، وبيخلي الجسم يحس بإشارات مش طبيعية، زي اللي هي بتحسها. يعني المشكلة كانت بسيطة، بس لو ما خدتش بالها، كانت هتعيش في دوامة من القلق والتعب بدون ما تفهم ليه.
في الصفحة التانية هنعرف إزاي رجعت لطبيعتها بالعلاج، وإزاي نقص الحديد بيعمل أعراض بنفتكرها نفسية أو عصبية وهي من الدم…
تعليقات