في عالم مليان ضجيج وسرعة، بقى قليل جدًا لما تلاقي راجل أول ما يدخل مكان، الناس تسكت، العيون تتلفت ناحيته، والكل يحس إنه شخص مش عادي… شخص له هيبة. الهيبة مش لبس غالي، ولا شكل خارجي، ولا صوت عالي، لكن هي مجموعة صفات وسلوكيات لو الراجل امتلكها، يفرض احترامه على اللي حواليه من غير ما يطلبه. وعلشان الراجل يكون له وقار حقيقي، في شوية قواعد لازم يحطها قدام عينه ويمشي عليها بثبات، لأن الرجولة مش كلام، الرجولة موقف وشخصية وتوازن.
أول قاعدة، الصمت وقت الغضب. الراجل اللي يقدر يسيطر على نفسه في عز التوتر، هو راجل يخشاه الناس ويحترموه في نفس الوقت. مش كل استفزاز يستاهل رد، ومش كل خلاف محتاج صوت عالي، واللي يقدر يملك أعصابه هو اللي يملك الموقف كله. الصمت مش ضعف، بالعكس، ده أعلى درجات القوة، لأنك وقتها بتختار تحفظ كرامتك، وكرامة غيرك، وده بيخلي الناس تشوفك أعمق بكتير من مجرد رد فعل.
ثاني قاعدة، إنك تكون صاحب مبدأ وثبات. الراجل اللي يتغير حسب الموقف أو المصلحة، عمره ما يكون له قيمة في عيون الناس. لازم تبقى معروف بكلمة واحدة، وقرار واحد، ما تتهزش مهما الدنيا لفتك. الثبات على الحق، والوفاء بالوعد، والتصرف برجولة وقت الجد، هي اللي بتخلي اسمك يتحط مع الكبار، ويتقال عنك “الراجل ده كلمته سيف”.
ثالث حاجة، الاحترام في التعامل، حتى مع اللي أقل منك. مش الهيبة إنك تعلي صوتك، ولا إنك تكشر في وش الناس، الهيبة الحقيقية إنك تكون محترم من غير ما تكون ضعيف، ومتفاهم من غير ما تتنازل. كل كلمة بتقولها قدام الناس بتشكّل صورتك، وكل طريقة سلام، أو تعامل، أو حتى ضحكة، بتحدد إذا كنت محترم وله قيمة، ولا بس “ظاهر”.
في الصفحة التانية هنكمّل باقي القواعد اللي بتزرع الهيبة جوا الراجل، وازاي الرجولة الحقيقة بتبدأ من الداخل، مش من اللبس ولا المظاهر…
تعليقات