هرمون التستوستيرون يُعد من أهم الهرمونات الذكورية المسؤولة عن صفات الرجولة الجسدية والنفسية، كالقوة العضلية، كثافة الشعر، نبرة الصوت، الرغبة الجنسية، وحتى الثقة بالنفس. لكن مع ضغوط الحياة الحديثة، والعادات الغذائية السيئة، وكثرة الجلوس، بدأ الكثير من الرجال يعانون من انخفاض هذا الهرمون دون أن يعلموا، فيشعرون بالخمول، ضعف التركيز، تراجع الأداء، وانطفاء الحماس… دون تفسير واضح. ولأن التستوستيرون لا يُقاس فقط بتحليل الدم، بل بأثره اليومي في حياة الرجل، فإن رفعه بشكل طبيعي أصبح ضرورة ملحّة.
أول وأهم طريقة لرفع هرمون التستوستيرون هي ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة تمارين المقاومة ورفع الأوزان. الدراسات أثبتت أن الرجال الذين يمارسون هذه التمارين ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، ترتفع لديهم نسبة الهرمون بشكل ملحوظ خلال أشهر قليلة. ولا يشترط التمرين الشاق، بل الثبات والاستمرارية هو السر الحقيقي. كما أن التمارين الهوائية مثل المشي السريع أو السباحة تعزز من تدفق الدم وتُحسّن من إنتاج التستوستيرون إذا ما اقترنت بنظام نوم صحي.
ثانيًا، النوم الجيد. كثير من الرجال يغفلون أن النوم هو مصنع الهرمونات الأول. فهرمون التستوستيرون يُفرز بكثافة خلال ساعات النوم العميق، وأي اضطراب في النوم أو السهر المستمر يؤدي إلى انخفاض مستواه. والنوم المثالي يكون من ٧ إلى ٩ ساعات ليلاً، وفي غرفة مظلمة وهادئة، لأن الضوء الصناعي يعيق إفراز الهرمونات الطبيعية في الجسم، ويقلل من جودة النوم، حتى لو طال.
ثالثًا، التغذية المتوازنة تلعب دورًا حاسمًا. فالجسم لا ينتج التستوستيرون من العدم، بل يحتاج إلى زنك، مغنيسيوم، فيتامين د، ودهون صحية. ولذا، فإن تناول البيض، اللحوم الحمراء باعتدال، الأسماك الدهنية، المكسرات، الأفوكادو، وزيت الزيتون، يُعتبر من أفضل ما يُغذي الغدد المنتجة للهرمون. ومن الضروري تقليل السكريات والمأكولات المصنعة، لأنها تُسبب خللاً هرمونيًا، وتزيد من هرمون الأنسولين الذي يُعتبر خصمًا للتستوستيرون في الجسم.
في الصفحة الثانية سنستعرض العادات اليومية التي تُضعف هذا الهرمون دون أن نشعر، ونكشف عن خطوات فعالة تُعيد التوازن لهرموناتك وتمنحك حياة أكثر قوة واستقرارًا…
تعليقات