سبب ذكر امرأة العزيز وليس زوجة في سورة يوسف

سبب ذكر امرأة العزيز وليس زوجة في سورة يوسف

لو ركزنا أكتر هنلاقي إن القرآن في سورة يوسف دايمًا بيقول “امرأة العزيز”، حتى في المواقف اللي ظاهرها عادي زي لما النسوة قالوا “امرأة العزيز تراود فتاها”، وده تأكيد على إن الخلل في العلاقة الزوجية كان واضح للمجتمع كله، مش بس داخل البيت. يعني مش بس ربنا اللي وصفها كده، ده كمان المجتمع شاف إن تصرفها لا يليق بكونها “زوجة”.

الغريب كمان إن في موضع واحد بس في كل السورة اتذكرت فيه بكلمة “زوج”، وهو لما يوسف نفسه قال “وراوَدتني عن نفسي وغلّقت الأبوابَ وقالتْ هيت لك”، ولما العزيز عرف قال “إنه من كيدكن، إن كيدكن عظيم”، وما سماهاش “زوجتي” حتى في دفاعه عنها، وده بيعكس إن حتى زوجها فقد احترامه ليها وابتعد عنها نفسيًا، رغم إنه فضل محافظ على الستر. القرآن في موضع تاني قال عن امرأة نوح ولوط إنهم “امرأة نوح” و”امرأة لوط”، لأنهم خانوا أزواجهم (مش بالخيانة الجسدية لكن بالخيانة العقائدية)، فبردو سقط لقب الزوجية عنهم.

النتيجة؟ إن استعمال “امرأة” بدل “زوجة” مش مجرد تعبير لغوي، ده وصف دقيق لحالة العلاقة في وقت القصة. اختيار الكلمة بيوضح إن فيه انفصال داخلي ونفسي بين الطرفين، حتى لو لسه عايشين مع بعض تحت سقف واحد. وده بيعلمنا إن العلاقة الزوجية مش ورقة ولا عنوان، دي مشاعر وصدق وسلوك.

والإجابة هي: لأن امرأة العزيز خانت المعنى الحقيقي للزوجية، والقرآن يفرّق بين “زوجة” و”امرأة” حسب قوة العلاقة وصدقها، ولما تتكسر الثقة أو يحصل خلل عميق، تسقط كلمة “زوجة” وتظهر “امرأة” كدلالة على الانفصال المعنوي