سبب الطواف حول الكعبة بعكس عقارب الساعة

من أجمل المشاهد اللي تلمس قلب أي مسلم في الحج أو العمرة، هو منظر الطواف حول الكعبة… آلاف الناس بقلوب خاشعة بيلفّوا في انسجام مهيب حوالين بيت الله الحرام. لكن لو ركزنا شويّة، هنسأل نفسنا: ليه الطواف بيتم عكس عقارب الساعة؟ ليه ما يكونش في نفس اتجاه الساعة؟ هل ده مجرد تنظيم للحركة؟ ولا وراه حكمة ربانية أعمق؟ الحقيقة إن اختيار الاتجاه مش عشوائي، ومش قرار بشري، ده أمر من الله، لكن لما العلماء بدأوا يدرسوا المشهد، اكتشفوا إن وراه أسرار عجيبة بتربط بين العبادة الكونية والطاقة، وبين انسجام الإنسان مع الكون من حوله.

أول سبب بيظهر بوضوح هو إن كل حاجة في الكون بتتحرك عكس عقارب الساعة. لو بصيت على حركة الكواكب حوالين الشمس، أو حركة الإلكترونات حوالين نواة الذرّة، هتلاقيها كلها في نفس الاتجاه: عكس عقارب الساعة. يعني حتى قبل ما البشر يخترعوا الساعة ويحددوا اتجاه عقاربها، الكون كله كان بيطوف كده… وكأنك لما تطوف حوالين الكعبة، بتدخل في تناغم طبيعي مع الكون كله، وبتعبد الله بنفس النغمة اللي بيعبدوه بيها باقي مخلوقاته.

السر الأعظم هو إن الطواف مش بس حركة بالجسد، لكن كمان له أثر طاقي وعصبي على الإنسان، والطواف عكس عقارب الساعة له تأثير مباشر على نبضات القلب ومجال الطاقة المحيطة بالجسم، واللي بيخلي الطواف كأنك بتعمل “إعادة ضبط” لنظامك الداخلي.

وفي الصفحة الثانية، نكتشف كيف الطواف بهذا الاتجاه بيؤثر على طاقة الجسم، وليه بيبدأ من الحجر الأسود، وإزاي العلم الحديث بدأ يفهم المعجزة اللي بتحصل في كل شوط…