لماذا أمر الله بنو إسرائيل بذبح بقرة

أولًا، البقرة كانت رمزًا لعبادة مشهورة عند بني إسرائيل قديمًا، حيث عبد بعضهم عجلًا من ذهب بعد خروجهم من مصر، فكان أمر الله بذبح بقرة نوعًا من تحطيم الرمز الذي علق في قلوبهم، وإظهار بطلانه، وكأنه عقاب تربوي ونفسي بآنٍ معًا.
ثانيًا، البقرة ليست حيوانًا مفترسًا أو ذا هيبة، بل هي مخلوق هادئ ومسالم، وهنا جاءت الحكمة من الله أن اختبار الطاعة لا يكون دائمًا في الأمور الكبيرة، بل أحيانًا في الأشياء التي تبدو بسيطة، ليُختبر الإيمان والانقياد الصادق لأمر الله دون جدال أو مماطلة.
ثالثًا، في البقرة رمز للخير والبركة، فهي تعطي اللبن وتساعد في الزراعة، لكن بني إسرائيل رأوا في الأمر عبئًا، لا بركة، فتجلّت طبيعتهم المترددة والمتقلبة أمام أوامر الله. وكان في كل سؤال منهم فضح لطبيعتهم المتلكئة في الطاعة، وكلما ازداد تعنتهم، ازداد التكليف عليهم، حتى أصبحت المهمة ثقيلة عليهم بسبب أسئلتهم، لا بسبب الأمر ذاته.
أما الكشف عن القاتل، فكان بوساطة جزء من هذه البقرة التي ذُبحت، ليرينا الله أن المعجزة يمكن أن تحدث بأبسط الأشياء، وأن الطاعة الخالصة هي مفتاح الفرج مهما بدا الأمر بعيدًا عن المنطق البشري.
أمر الله بذبح البقرة دون غيرها لأنها كانت رمزا لما كانوا يعبدونه من دون الله، ولكي يطهّر قلوبهم، ويختبر صدق طاعتهم، ويعلّمهم أن التسويف في أمر الله لا يأتي إلا بالمشقة والخذلان
تعليقات