وصايا احمد ابن حنبل يوم زواج ابنه

الإمام أحمد لم يترك حتى أدق التفاصيل دون أن يوصي بها، فقد أوصى ابنه في تلك الليلة أن لا يبدأ حياته الزوجية بعنف ولا شهوة جامحة، بل يبدأها بدعاء ووضوء وصلاة ركعتين ثم يضع يده على رأس زوجته ويدعو لها، ثم يحدثها بكلمة طيبة، يطمئن قلبها، ويمنحها الأمان.
قال له: “يا بني، أول ما تدخل على أهلك، سلِّم عليها وكن لينًا في كلامك، فإن المرأة تضع قلبها بين يديك، فلا تكسره بالفظاظة.” وأمره أن يُريها منذ اللحظة الأولى أنه رجل دين وخلق، لا مجرد رجل شهوة. وأضاف: “اجعل أول يوم لك معها ذكرًا لله، ولا تجعله موضع سُكر الهوى، فإن أول الغرس إن طاب، طابت ثماره.”
أما عن النفقة، فقال له ما معناه: “أنفق بقدر، ولا تُضيق، ولا تُسرف، واجعل يدك بيدها في بناء البيت، تكن معينًا لا متسلطًا.” وأوصاه بالدعاء لها، والتسامح معها، والستر عليها، وأن يكون صادقًا في مشاعره، حاضرًا بقلبه قبل حضوره بجسده.
كانت وصايا الإمام أحمد بن حنبل لابنه يوم زفافه تدور حول الشكر لله على نعمة الزواج، وتجنّب الجدال، والرفق بالزوجة، والبدء بالحياة الزوجية بالصلاة والدعاء، وأن تكون العلاقة قائمة على المودة لا الشهوة، وعلى التعاون لا التسلّط، وهذه الوصايا تصلح لكل زمان ومكان لبناء بيتٍ يرضي الله وتدوم فيه السعادة.
تعليقات