مواقف حصلت مع زوجات المساجين

مواقف حصلت مع زوجات المساجين

سيدة ثالثة تروي قصتها بمرارة، فقد قضى زوجها ثلاث سنوات في قضية مالية، وبعد خروجه دخل البيت متغيرًا كليًا. تقول: “كنت متخيلة أول يوم هيحضني ويبكي ويشكرني إني ما اتخلّيتش عنه. لكنه أول ما دخل البيت قال: إنتِ اتعودتي على غيابي وأنا تعبت من فكرة العيلة دي.” وتفاجأت بأنه يريد الانفصال، لأنه يرى أنه لم يعد مناسبًا ليكمل معها، فهو يطمح لحياة جديدة.

وهناك من استقبلت زوجها بفرحة لا توصف، وجهزت له المنزل والطعام وكل تفاصيل الراحة، ولكنها اصطدمت برفضه التام لمشاركتها أي تفاصيل عن ما عاشه داخل السجن، وكان يغضب لأي سؤال عن الماضي. وبعد أيام، بدأ يتصرف بعصبية وينعزل في غرفته، حتى اكتشفت لاحقًا أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وأنه بحاجة لعلاج نفسي. وللأسف لم يحتمل أحدهما الوضع، فقررا الانفصال رغم الحب المتبادل.

في المقابل، تكررت مواقف لبعض الرجال الذين وجدوا أنفسهم غرباء داخل بيوتهم، فالأطفال كبروا، والزوجة أصبحت أقرب لأم فقط، والمجتمع ما زال ينظر لهم كأنهم خارجون عن القانون. فوجدوا أنفسهم يعيشون خلف قضبان من نوع آخر، قضبان نظرات الناس وصمت الزوجات.

المواقف التي حصلت مع زوجات المساجين بعد خروج أزواجهن من السجن تراوحت بين الوفاء والصبر الذي قابله الجفاء أو الخيانة، وبين صدق الانتظار الذي انتهى بالطلاق أو الاستقرار، حيث تلعب الصدمة النفسية، وضغط المجتمع، وطول فترة الغياب، دورًا رئيسيًا في تعقيد العلاقة بعد الحرية