كيف دمر المال حياة ماركوس بيرسون

كيف دمر المال حياة ماركوس بيرسون

بعد حصوله على الثروة، بدأ ماركوس في صرف أمواله على حفلات فخمة، ومقتنيات باهظة، وسفر غير منقطع حول العالم، لكنه مع ذلك لم يشعر بالإشباع. كتب مرة أن الأصدقاء الذين كانوا معه قبل الشهرة، تخلوا عنه أو أصبحوا يتصرفون بطريقة مختلفة معه. ومن يعرفه عن قرب لاحظ أنه أصبح لا يثق في نوايا الآخرين، وكأنه دائمًا في حالة دفاع نفسي خوفًا من الاستغلال أو الكذب.

أكثر ما زاد من ألمه أنه لم يعد يجد من يحبه لشخصه الحقيقي. رغم محاولاته المتكررة لبناء علاقات جديدة، إلا أنها كانت دائمًا سطحية أو مبنية على المال، وهو ما جعله يشعر أنه حتى في أوقات المرح، هو وحيد. والأكثر قسوة، أنه لم يستطع العودة إلى شغفه الأول: البرمجة وتطوير الألعاب، لأن المال غيّر من دوافعه، وحرمه من متعة العمل لأجل الحلم، وليس لأجل الربح.

ماركوس بيرسون لم يكن يعاني من مشكلة في المال بحد ذاته، بل في الفراغ الكبير الذي تركه المال خلفه بعد أن سلب منه الحافز والعلاقات الصادقة. لقد أظهر بوضوح أن المال يمكن أن يوفر الراحة الجسدية لكنه لا يضمن راحة القلب أو سعادة الروح، خصوصًا إذا لم يكن للمال هدف واضح أو رسالة إنسانية حقيقية.

دمر المال حياة ماركوس بيرسون لأنه تسبب في عزلته، أفقده شغفه، وجعل علاقاته سطحية وغير صادقة، مما أدى به إلى حالة من الحزن والفراغ رغم امتلاكه كل شيء.