سبب تحريم زواج الاخوة من الرضاعة

سبب تحريم زواج الاخوة من الرضاعة

الشريعة الإسلامية جاءت لتُرسي القيم وتحمي النفوس وتمنع العلاقات المشوشة أو المتوترة، ومن ذلك تحريم زواج الإخوة من الرضاعة. فالعلاقة بين الإخوة بالرضاعة غالبًا ما تكون قوية ومليئة بالمواقف المشتركة في الطفولة، وفيها ما يشبه روابط الدم، مما قد يجعل فكرة الزواج صادمة أو غير صحية نفسيًا. ولأن الإسلام دين الفطرة، جاء هذا الحكم موافقًا لما قد تشعر به النفس من عدم راحة أو نفور من هذا النوع من الزواج.

وفوق ذلك، فإن الإسلام حريص على وضوح الأنساب، ونقاء العلاقات الأسرية، ولهذا شدّد في هذا الباب. فلو فُتح باب الزواج بين الإخوة من الرضاعة، لربما اختلطت الأمور أو تساهل الناس في الرضاعة بلا ضوابط، مما يؤدي إلى مشكلات اجتماعية خطيرة كزواج أشخاص لا يعلمون أنهم إخوة، أو نشوء أجيال فيها اضطراب نفسي بسبب تشويه مفاهيم الأمومة والأخوّة.

التحريم هنا ليس فقط منعًا لأمر شخصي، بل هو حماية لمنظومة الأسرة بكاملها، ومنع لما يمكن أن يحدث من انحرافات أو مشكلات قد تبدو صغيرة في بدايتها لكنها تترك أثرًا طويلًا في النفوس والعلاقات. فديننا الحنيف يسبق الواقع ويُغلق الأبواب التي قد تقود للفتنة أو الضرر، وهذا من رحمته وعدله.

حُرّم زواج الإخوة من الرضاعة لأن الرضاعة تُنشئ علاقة حقيقية شبيهة بالقرابة، تحفظ التكوين النفسي والاجتماعي، وتمنع اختلاط الأنساب أو تشويه معاني الأسرة، وهذا من تمام حكمة الشريعة في حماية الفطرة.