من الأحكام الشرعية التي قد يجهل البعض سببها أو يتساءلون عن الحكمة منها، تحريم زواج الإخوة من الرضاعة. وقد ورد هذا التحريم بشكل واضح وصريح في الشريعة الإسلامية، حيث قال الله تعالى: “وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ”، مما يضع إخوة الرضاعة في نفس مرتبة إخوة النسب من حيث الحكم، لكن ما السر في ذلك؟ ولماذا يُعد هذا الزواج محرّمًا رغم عدم وجود صلة دم؟
الرضاعة ليست مجرد غذاء ينتقل من الأم للطفل، بل هو علاقة جسدية ونفسية وبيولوجية عميقة، تتكون في فترة حساسة من النمو. العلماء قالوا إن الرضاعة تنقل عناصر من دم الأم المرضعة إلى جسم الرضيع، وبالتالي فإن الحليب في تركيبته المعقدة يحتوي على خلايا حية وهرمونات ومركبات قد تؤثر على تكوين الجسم والمناعة. ومع التكرار، تُنشأ هذه العملية صلة تشابه وراثي جزئي، وتؤثر على الجسم بشكل يجعل الرضيع كأنه امتداد بيولوجي من هذه المرأة.
ومن الناحية النفسية، فإن الطفل الذي يرضع من امرأة، ثم ينشأ في كنفها أو يراها بشكل متكرر، ينشأ لديه شعور داخلي بأنها والدته، ويشعر تجاه أطفالها بما يشبه الرابط الفطري. وهنا يأتي دور الشريعة، التي تحرص على تثبيت هذه المعاني الفطرية ومنع اختلاط المشاعر أو تشويه الفطرة السليمة. تخيّل أن يتزوج الإنسان من فتاة عاش معها منذ الرضاعة كأخته، كيف ستكون علاقته بها؟ هل سيكون قادراً على التعامل معها كزوجة؟
ما الحكمة العميقة التي تجعل تحريم الزواج من الإخوة بالرضاعة وسيلة لحماية المجتمع والنفوس من الخلل؟ الإجابة في الصفحة التالية👇👇
تعليقات