قصة الطفل كوستا

قصة الطفل كوستا

عند استجواب كوستا من قِبل المحققين، كان ردّه باردًا وصادمًا. قال إنه خطط لكل شيء منذ أسابيع، وإنه رسم خارطة للصف وحدد أسماء من سيطلق عليهم النار أولًا. وعندما سأله المحقق عن السبب، أجاب بكل بساطة: “كنت أريدهم أن يشعروا بما شعرت به طوال الشهور الماضية”. لم يبدِ أي ندم حقيقي، بل ظل يكرر أنه لم يجد طريقًا آخر للتعامل مع الإهانات المستمرة سوى “الرد بعنف”، كما وصفه.

ما زاد من فداحة المأساة هو اكتشاف أن كوستا كان يتعرض للتنمر ليس فقط من زملائه، بل حتى من بعض المعلمين بطريقة غير مباشرة عبر التجاهل أو التقليل من شأنه. ومع التحقيقات، بدأت تطفو على السطح تساؤلات عميقة حول غياب الدعم النفسي في المدارس، وترك الأطفال يواجهون مشاكلهم النفسية وحدهم حتى تنفجر بهذه الطريقة المأساوية.

انتشرت القصة في الإعلام ومواقع التواصل بسرعة، وتحوّل كوستا إلى رمز للمأساة المزدوجة: ضحية ومجرم في آنٍ واحد. قُتل ثمانية طلاب ومُعلمة في الحادث، وتم إدخال كوستا إلى مصحة نفسية بعد اعتباره غير مسؤول قانونيًا عن أفعاله لصغر سنه، بحسب قانون صربيا. وأصبحت الحادثة نقطة تحول دفعت وزارة التعليم هناك لمراجعة سياسات التعامل مع التنمّر وإدخال برامج حماية نفسية في المدارس.

الطفل كوستا أقدم على قتل زملائه بسبب التنمر القاسي الذي تعرض له في مدرسته، وبعد تخطيط مسبق نفذ جريمته البشعة دون ندم، مما كشف عن ثغرات خطيرة في دعم الصحة النفسية للطلاب.