معجزة ماء زمزم

في ركنٍ من أقدس بقاع الأرض، وبين شعائر تُحييها القلوب قبل الأجساد، تفجّرت معجزة باقية منذ آلاف السنين، لم تجف ولم تخبُ، رغم مرور الدهور وتغيّر الأحوال. إنها ماء زمزم، ذلك الماء المبارك الذي لم يزل يسقي الأرواح قبل الأجساد، ويثير دهشة العلماء قبل المؤمنين، إذ يحمل بين طياته سرًا إلهيًا يفيض بالكرامة والبركة.
بدأت قصة ماء زمزم حين ترك نبي الله إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنه الرضيع إسماعيل في وادٍ غير ذي زرع، استجابةً لأمر الله، وفي لحظة عطشٍ وألم وسعي مضنٍ بين الصفا والمروة، سمعت الأم صوتًا تحت قدمي طفلها، فإذا بماء يتفجر من الأرض كأكرم استجابة لنداء الصبر. وقالت هاجر كلمتها الشهيرة “زمّي زمّي”، فسُمي الماء زمزم، وبقي إلى اليوم لا ينضب ولا يتغيّر رغم أن مصدره لا يُرى ولا يُعرف له تفسير علمي قاطع.
وما يجعل زمزم معجزة حقًا هو صفاته التي حيّرت أهل الاختصاص. فهذا الماء لا يتأثر بمرور الزمن، لا يتعفن ولا تتغير رائحته، ولا تلوثه البكتيريا كما يحدث مع أي ماء آخر مخزن لفترة طويلة. لقد أجريت عليه تحاليل مخبرية في مراكز أبحاث عالمية، فتبيّن أنه غني بالمعادن النادرة التي لا توجد بتركيز مشابه في أي مصدر آخر على الأرض، ومن خصائصه العجيبة أيضًا أنه يساعد على تعزيز النشاط الخلوي، وله تأثير في توازن الجسم بفضل مكوناته.
وقد روى النبي محمد ﷺ أن ماء زمزم لما شُرب له، أي أنك إذا شربته بنية الشفاء شفاك الله، وإذا شربته بنية العلم نفعك الله به، وإن شربته بنية الشبع أغناك عن الطعام. وهذا ليس مجرد قول روحي، بل أثبته كثيرون ممن خاضوا التجربة فوجدوا أن شرب ماء زمزم يمد الجسم بطاقة هائلة، ويساهم في علاج أمراض مختلفة، من اضطرابات المعدة إلى مشاكل الكلى والتعب العام.
لكن السؤال الذي حيّر العلماء، كيف يمكن لبئرٍ لا يتجاوز عمقه 30 مترًا أن يظل متدفقًا بالماء على مدى أكثر من 4000 عام؟ الإجابة المدهشة في الصفحة التالية👇👇
تعليقات