معجزة ماء زمزم

التحقيقات العلمية التي أجريت على بئر زمزم أظهرت أنه محاط بطبقات صخرية ذات قدرة مذهلة على ترشيح الماء وتنقيته، كما أن تدفقه مرتبط بتوازن مائي تحت الأرض يعجز عن تفسيره العلم المادي وحده. فبئر زمزم لم يجف طوال التاريخ، رغم أنه يقع في منطقة شبه صحراوية لا تعرف الأمطار الوفيرة، ويُستهلك ماؤه يوميًا من قبل ملايين الحجاج والمعتمرين دون أن يتأثر منسوبه.
ويقال إن معدل تدفق بئر زمزم الطبيعي يتراوح بين 11 إلى 18.5 لتر في الثانية، وهي كميات مذهلة لبئر بهذا العمق والموقع. كما أن تركيبة ماء زمزم أثبتت أنه خالٍ من الميكروبات الضارة رغم كونه مصدرًا مفتوحًا وغير معقم بوسائل صناعية. وهذا ما جعل البعض يطلق عليه لقب “الماء المعجزة” لما يحتويه من خواص نادرة.
كما أن ماء زمزم يتمتع بطاقة روحية عظيمة، يشعر بها كل من شرب منه بإخلاص. وقد ورد في السُّنّة أن النبي ﷺ كان يتضلع من زمزم، أي يشرب حتى يمتلئ جوفه، ويستفتح به الدعاء، ويشربه واقفًا مستقبلًا القبلة. هذه السُّنن ليست عشوائية، بل تعكس تقديسًا لماء اختصه الله بالبركة والعطاء.
ولا يمكن الحديث عن زمزم دون الإشارة إلى أثره النفسي. فالكثير من الزوار يصفون شعور الطمأنينة الذي يغمرهم بعد شرب هذا الماء، وكأن الهموم تُغسل من الداخل، حتى إن بعضهم يجهش بالبكاء وهو يشربه، وقد أبلغ كثيرون عن شفاء من أمراض كانوا يظنون أنها ميؤوس منها.
ماء زمزم هو معجزة إلهية في تركيبته، تدفقه، وخصائصه الشفائية، وهو آية باقية تُثبت أن يد الله لا تُقيَّد بقوانين الطبيعة، بل تتجلّى لمن تأمل بعين اليقين والإيمان.
تعليقات