فيروس شيكونغونيا

ورغم أن فيروس شيكونغونيا لا يُصنف عمومًا كفيروس قاتل، إلا أن خطورته تكمن في مضاعفاته، خصوصًا على كبار السن، أو أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري أو القلب أو من لديهم ضعف في المناعة. فقد يؤدي الفيروس في حالات نادرة إلى مضاعفات عصبية، أو تلف في الكبد أو الكلى، وقد تم تسجيل حالات وفيات محدودة كانت جميعها لدى أشخاص يعانون أصلًا من أمراض خطيرة.
ما يجعل هذا الفيروس محيّرًا هو عدم وجود دواء مخصص له حتى اليوم. فلا مضاد حيوي قادر على محاربته، ولا لقاح متوفر تجاريًا للوقاية منه. والعلاج المتاح هو فقط لتخفيف الأعراض، مثل مسكنات الألم وخافضات الحرارة، والراحة التامة، والإكثار من السوائل، إلى حين يتغلب جهاز المناعة على الفيروس.
الحل الحقيقي يكمن في الوقاية. وتتمثل الوقاية في تقليل التعرض للدغات البعوض قدر الإمكان، عبر استخدام الناموسيات، والمبيدات الآمنة، وارتداء ملابس تغطي الجلد، والتخلص من أماكن تجمع المياه الراكدة حول المنزل. فهذه الإجراءات تُعتبر خط الدفاع الأول والأقوى ضد هذا الفيروس وغيره من الأمراض التي ينقلها البعوض.
المقلق أن الأبحاث تشير إلى أن تغيّر المناخ وانتقال السكان المستمر جعلا فيروس شيكونغونيا يصل إلى مناطق لم يكن فيها من قبل. وهذا يعني أن احتمالية انتشاره في مناطقنا العربية ليست بعيدة، خصوصًا خلال فصول الصيف الحارة، إذا لم يتم التحكم في تكاثر البعوض.
فيروس شيكونغونيا لا يُعد قاتلًا في معظم الحالات، لكنه يسبب أعراضًا شديدة ومستمرة، ولا يوجد له علاج مباشر حتى الآن، ويُعد البعوض الناقل الرئيسي له، مما يجعل الوقاية منه هي الوسيلة الوحيدة لتفادي الإصابة.
تعليقات