أبشع الحوادث في التاريخ قصة عمال الفحم في بلجيكا

أبشع الحوادث في التاريخ قصة عمال الفحم في بلجيكا

بعد أيام من الحفر ومحاولات الإنقاذ، وصلت الأخبار الصادمة: أكثر من 262 عاملًا لقوا حتفهم في هذا الحادث، معظمهم مات اختناقًا بالدخان أو بسبب الحروق. وما زاد من فداحة المأساة أن الغالبية الساحقة من الضحايا كانوا من العمال المهاجرين، وتحديدًا من إيطاليا، حيث فقدت الجالية الإيطالية وحدها حوالي 136 رجلًا في هذه الكارثة.

مشهد استخراج الجثث كان مفجعًا. الجثث متفحمة أو مغطاة بغبار الفحم، والهوية أحيانًا كانت تُعرف من خلال ساعة اليد أو قطعة قماش متبقية. في كل لحظة كانت تظهر فيها جثة جديدة، كان الصراخ يرتفع في الخارج، بينما التوابيت كانت تُرصّ في طابور لا ينتهي.

هزت الكارثة المجتمع البلجيكي بأكمله، وفتحت الباب أمام موجة من الغضب الشعبي، والحديث عن سوء ظروف العمل، والإهمال في إجراءات السلامة. وبالرغم من الوعود بالتحقيق والمحاسبة، إلا أن أغلب المسؤولين أفلتوا من العقاب. بقيت الحادثة جرحًا مفتوحًا في ذاكرة بلجيكا، خصوصًا أنها لم تكن أولى الحوادث، ولكنها كانت الأشد دموية.

بعد الحادثة، تم إنشاء نصب تذكاري لضحايا المنجم في مارسينيل، تخليدًا لأرواح من لقوا حتفهم وهم يبحثون عن لقمة العيش في أعماق الأرض. وما زال ذلك النصب يذكّر كل زائر أن الإنسان، في بعض الأحيان، يدفع حياته ثمنًا للطمع أو الإهمال أو اللامبالاة.

حادثة منجم مارسينيل عام 1956 في بلجيكا، راح ضحيتها 262 عاملًا، صنّفت كواحدة من أبشع كوارث المناجم في التاريخ بسبب عدد القتلى والظروف المأساوية التي حاصرتهم تحت الأرض.