هل تجوز الصلاة بعد الاستحمام دون وضوء

هل تجوز الصلاة بعد الاستحمام دون وضوء

إذا اغتسل المسلم من الجنابة غسلاً كاملاً بنية الطهارة وعمّم الماء على جسده، مع مراعاة غسل الأعضاء التي يجب غسلها في الوضوء، فإن هذا الغسل يُجزئ عن الوضوء ولا يلزمه إعادته، حتى ولو لم يتلفظ بنية الوضوء بشكل منفصل، لأن النية في هذه الحالة تُغني عن التكرار. وبالتالي، يجوز له أن يصلي مباشرة بعد هذا الغسل، سواء توضأ بعده أم لم يتوضأ، ما دام قد استوفى شروط الغسل الشرعي.

لكن إن كان الغسل فقط بنية التنظيف دون نية رفع الحدث، أو تم دون التأكد من غسل أعضاء الوضوء، فإن الصلاة بعده لا تصح إلا إذا تبعه وضوء كامل. أما من صلّى بعد غسل الجنابة ظنًا منه أن ذلك يجزئ عن الوضوء، ثم تبيّن له لاحقًا أنه لم ينوي أو لم يغسل الأعضاء جيدًا، فعليه إعادة تلك الصلاة لأنها فُقدت أحد شروط صحتها.

ولهذا يُستحب للمسلم أن يتوضأ بعد الغسل خروجًا من الخلاف واحتياطًا لصحة عبادته، وإن كان الغسل كافيًا في بعض الحالات كما ذكرنا. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ بعد الغسل أحيانًا، ففعله هذا سُنّة لا تُلزم، لكنه يُستحب لمن أراد الاحتياط.

إذا نوى المسلم رفع الحدث الأكبر وعمم الماء على بدنه، فإن غسله يُجزئ عن الوضوء، ويجوز له الصلاة مباشرة دون وضوء إضافي، أما إذا لم ينوي الطهارة أو لم يغسل أعضاء الوضوء، فعليه أن يتوضأ بعد الغسل لتصح صلاته.