يتساءل كثير من الناس عن حكم الصلاة بعد الاستحمام دون أن يُعاد الوضوء، وهل يصح أن يدخل المسلم في صلاته مباشرة بعد الاغتسال أم يجب عليه أن يتوضأ حتى لو كان قد غسل جميع أعضاء الوضوء أثناء الاستحمام؟ هذه المسألة تُعد من الأمور التي تتكرر يوميًا عند عامة الناس، خاصة في حالات الغسل من الجنابة أو بعد العمل الشاق أو الرياضة، لذا وجب التفصيل في الحكم الشرعي بشكل واضح ومبني على ما ورد في المصادر الموثوقة.
في البداية لا بد أن نعلم أن الغسل الكامل يرفع الحدث الأكبر، ويشمل غسل سائر الجسد بنية الطهارة، وقد يجزئ عن الوضوء إذا تم بطريقة معينة تتضمن أركان الوضوء ونية رفع الحدث. فإذا نوى المسلم أثناء غسله رفع الحدث الأكبر، وعمم الماء على جميع بدنه، ومرت أعضاء الوضوء بالماء كاملة، فإن الغسل في هذه الحالة يغني عن الوضوء ولا يلزمه إعادته، ويجوز له الصلاة مباشرة دون أن يتوضأ من جديد.
أما إذا كان الغسل للتنظف أو التبرد دون نية رفع الحدث أو دون الانتباه لغسل أعضاء الوضوء بشكل كامل، فإن هذا الغسل لا يكفي وحده، بل يجب بعده الوضوء، لأن شرط صحة الصلاة أن يكون المسلم متوضئًا بنية الوضوء، وأن يكون قد غسل الأعضاء الأربعة المعروفة.
كذلك ورد عن السلف الصالح أن النية هي الأساس في التفريق بين الغسل الذي يجزئ عن الوضوء والغسل الذي لا يجزئ، فالماء وحده لا يكفي ما لم تقترن به نية الطهارة. لهذا، على المسلم أن ينتبه إلى نيته أثناء الغسل وأن يُتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية الاغتسال والطهارة.
لكن ماذا لو اغتسل المسلم غسلاً تامًا دون أن يتوضأ بعده؟ هل تصح صلاته؟ وهل يقع عليه إثم؟ الإجابة ستجدونها كاملة في الصفحة الثانية 👇👇
تعليقات