من الأمور التي قد تمر على القارئ دون توقف هي ذكر “سبع سنابل” في سورة البقرة و”سبع سنبلات” في سورة يوسف، رغم أن الكلمتين متقاربتان في المعنى، بل تكادان تكونان مترادفتين في الاستخدام. لكن في اللغة العربية وفي التعبير القرآني تحديدًا، لا تأتي الكلمات عبثًا، بل تكون وراء كل كلمة دقة لغوية وسياق معنوي بالغ الدلالة. فهل مجرد اختلاف في التعبير أم أن وراء ذلك فرقًا بيانيًا ومعنويًا؟
في سورة البقرة، يقول الله تعالى: “مَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ، فِى كُلِّ سُنبُلَةٍۢ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ” بينما في سورة يوسف جاء في رؤية الملك: “قَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّىٓ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍۢ سِمَانٍۢ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌۭ وَسَبْعَ سُنبُلَـٰتٍ خُضْرٍۢ وَأُخَرَ يَابِسَـٰتٍۢ…”
الفرق الأول الظاهر هو اختلاف السياق: في سورة البقرة، تأتي الآية في سياق التحفيز على الإنفاق في سبيل الله، فتُضرب مثلاً حبة واحدة تنبت سبع سنابل، في كل سنبلة مئة حبة، للدلالة على عظم الأجر وكثرة البركة. أما في سورة يوسف، فالسياق متعلق برؤيا مستقبلية تدل على سنوات من الخصب يعقبها الجفاف. وهنا لا يُراد المضاعفة، بل وصف دقيق لحال الزرع.
لكن لماذا استخدم في البقرة “سنابل” وفي يوسف “سنبلات”؟ وهل للكلمتين فرق في اللغة؟
تعليقات