قصة شاب يقنع امرأة أن تتخلص من زوجها

تجمد الدم في عروق فاطمة، لم تتخيل أن مصطفى سيتجرأ ليقولها صراحة. كانت تظن أن كل ما بينهما لن يتعدى الكلام والتخطيط لمستقبل لا يشمل رعد، لكنها الآن أمام مفترق طرق مخيف. لم تنطق، فقط قامت من مكانها وهمّت بالمغادرة، لكن مصطفى تبعها وهمس: “فكري بولادك، فكري ببناتك، كل يوم عم يتعذبوا مع هالوحش.. كل يوم قهر وجوع وإهانة”. توقفت، تنفست بعمق، وسألته بصوت مرتجف: “وكيف بدك ياني أتخلص منه؟”. ابتسم مصطفى وكأن الأمر لا يتجاوز شراء خبز، وقال: “مو أنتِ، بناتك.. عندك ثلاث بنات كبار.. إذا أقنعناهم، رح يكون أسهل بكثير”.
لم تنم فاطمة تلك الليلة. مشاهد كثيرة مرت أمام عينيها، وجه رعد وهو يشتمها، ابنته الصغيرة تبكي، بنتها الكبرى تبوس يدها لتأخذ ثمن الدواء، وعبارات مصطفى تتردد في أذنها كأنها نشيد مريض. في اليوم التالي، جمعت بناتها الثلاث، وأغلقت الباب، وطلبت منهن أن يسمعنها للنهاية. لم يكن سهلًا عليهن أن يتقبلن ما قالته، لكن عيونهن كانت حائرة، وفي كل واحدة منهن غضب عميق مكبوت منذ سنين.
تكلمت البنت الوسطى أولًا وقالت: “مستحيل نعمل هيك يا أمي.. حتى لو كان ظالم!”. ردت الكبرى: “ظالم؟ هذا ما بيستاهل يعيش! قتلنا وإحنا أحياء”. ثم بكت الصغرى وقالت: “بس حرام.. والله حرام”. لم يكن القرار جماعيًا، لكن مصطفى كان قد بدأ بالفعل تجهيز مخططه. قال لفاطمة إن عليهن فقط تخدير رعد حين يعود من العمل، وسيتولى هو الباقي.
تعليقات