شعر الأخ بالغثيان وهو يشاهد المقاطع، لم يكن يتصور أن زوجة أخيه التي كانت تظهر الهدوء والتدين تخفي كل هذه الخيانة. كانت المقاطع واضحة، والموعد والتاريخ فيها يعودان لسنوات مضت. سأل السيدة: “لماذا تحتفظين بهذا؟”، فأجابته: “أنا كنت جارة قديمة لهم، وعرفت الأمر بالصدفة، فوضعت كاميرا صغيرة أمام بيتي، واللي شفته خلاني أحتفظ بالصور خوفًا من أن يحدث مكروه”. هدّأ من روعه وسألها: “هل تعتقدين أن هذه الخيانة لها علاقة بموته؟”، فأجابت بثقة: “أكيد، لأن أخوك قبل أيام من وفاته اكتشف كل شيء، وكان ناوي يواجهها ويطردها، لكنه مات فجأة”.
عاد الأخ إلى المنزل وحمل هاتف أخيه، بدأ يفتش فيه ووجد رسائل غريبة، منها واحدة لم تُرسل، كتب فيها أخوه: “أنا عرفت كل شيء.. سامحتك كثير، لكن اليوم آخر مرة.. رح تندمي على كل لحظة خنتيني فيها”. توقف قلبه عند قراءة تلك الكلمات، وكأنها نبوءة. ذهب إلى أحد الأطباء الشرعيين الذين يعرفهم وطلب تقرير الوفاة كاملاً، وهناك كانت المفاجأة، الطبيب أخبره أن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية، لكن هناك آثار ضغوط نفسية حادة وربما صدمة سببت توقف القلب المفاجئ، وهذا يفتح باب الشك بأن ما رآه قبل لحظات موته كان قاسيًا بدرجة تفوق التحمل.
تذكّر حينها الملامح الغريبة على وجه أخيه في القبر، تذكّر كيف تجمّدت تعابيره عند رفع الكفن، لم يكن موتًا هادئًا. وعندما واجه الزوجة بالحقيقة، لم تنكر، بل ابتسمت وقالت له: “أنت شو دخلك؟ اللي مات مات، وإنت ما إلك حق تحفر باللي راح”. أما الأخ، فلم يردّ، لكنه قرر أن يقدم كل ما عنده للنيابة، ليُفتح تحقيق في ملابسات الوفاة، حتى لو تأخر الأمر شهورًا.
سبب تغيّر ملامح وجه الأخ كان نتيجة صدمة عنيفة لحظة وفاته، سببت توقف القلب وتجمّد تعابيره على شكل رعب، وكان ذلك بعد اكتشافه خيانة زوجته في نفس الليلة التي مات فيها.
تعليقات