في هذه الأيام، تعيش مصر تحت تأثير موجة حارة غير مسبوقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة في بعض المحافظات حاجز الـ٤٥ درجة مئوية، وارتفعت الرطوبة بشكل كبير، مما جعل الإحساس بالحرّ خانقًا حتى داخل البيوت. هذه الموجة التي اجتاحت البلاد لم تكن عابرة، بل امتدت لعدة أيام متواصلة، مسببة أزمات صحية لبعض الفئات، خاصة كبار السن ومرضى القلب والجهاز التنفسي. لم تقتصر آثار الحرارة على الأفراد فقط، بل امتدت إلى المزارع التي تأثرت محاصيلها، وإلى مئات المحال التجارية التي خففت ساعات العمل، وإلى الشوارع التي أصبحت شبه خالية في فترة الظهيرة، هربًا من اللهيب.
الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر أعلنت أن هذه الموجة تعتبر من أشدّ ما سجلته البلاد خلال السنوات الأخيرة، وأرجعت السبب إلى امتداد منخفض الهند الموسمي بقوة غير معتادة، إضافة إلى تيارات ساخنة قادمة من شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا. هذا التلاقي في الأنظمة الجوية أدى إلى بقاء الحرارة عالقة فوق البلاد لفترة أطول من المعتاد، مع غياب التهوية أو التغيّر المفاجئ في اتجاه الرياح. ما جعل الوضع أكثر صعوبة هو ارتفاع نسب الرطوبة في المدن الساحلية، حيث لا ينعكس الرقم الظاهر على درجة حرارة الإحساس الفعلي.
السلطات دعت المواطنين لتجنّب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، لا سيما في ساعات الذروة، وشددت على أهمية شرب كميات كافية من المياه وارتداء ملابس قطنية خفيفة، وعدم التواجد في الأماكن المغلقة غير المكيّفة لفترات طويلة. في الوقت نفسه، حذرت وزارة الصحة من خطورة التعرض لضربات الشمس، خاصة أن الأعراض قد تبدأ بسيطة ثم تتطور فجأة إلى حالات إغماء أو فقدان وعي. كما ناشدت الأسر بضرورة الانتباه للأطفال وعدم تركهم داخل السيارات، ولو لدقائق.
تابع في الصفحة الثانية لمعرفة التوقعات القادمة وخطوات حماية نفسك وأسرتك من آثار هذه الموجة الخطيرة…
تعليقات