بدأ الأخ يقرأ يوميات شقيقه الراحل، وكان كل سطر يحمل شكًا أو وجعًا أو استفسارًا لم يجد له صاحب الدفتر إجابة. “رأيتها تكتب رسائل ثم تمسحها بسرعة..”، “زجاجات عطر رجالية في غرفتنا لا تخصني”، “ابنتي الكبيرة تبكي أحيانًا دون سبب وتقول إن أمها تغيّرت”، “سمعت صوت رجل في الهاتف وعندما واجهتها قالت إنه شقيقها”. بدأ الأخ يشعر بالغثيان، فكل كلمة كانت تشير إلى أن شقيقه كان يشعر بالخيانة لكنه لم يملك الدليل أو الجرأة على المواجهة.
قرر أن يحتفظ بالدفتر وخرج مسرعًا دون أن يثير الشك، وفي المساء قرأ الصفحة الأخيرة، وكانت بمثابة صدمة: “لو حصل لي شيء، لا تصدقوا أنه قدر.. هناك شيء يُخطط لي، ربما أكون واهماً، لكن شعوري لا يخونني هذه المرة”. لم ينم الأخ تلك الليلة، قرر أن يفتح هاتف أخيه القديم، وبعد محاولات استطاع فتحه، ووجد محادثة عبر تطبيق رسائل، كان فيها رقم محفوظ باسم “صديق العمل”، لكن محتوى الرسائل كان شيئًا مختلفًا.
كان الحوار واضحًا بين الزوجة وذلك الرقم، يتحدثان فيه عن السفر والحرية والشكوى من الزوج، وهناك رسائل تحمل تلميحات مخيفة عن “دواء المنوم”، وعبارات مثل “ما عاد يتحمّل”، و”انتهينا من الخطة”. كل شيء كان واضحًا الآن، السكتة القلبية لم تكن عفوية، والزوجة لم تكن فقط خائنة، بل متورطة في جريمة مكتملة.
تعليقات