وقد أورد بعض المفسرين رأيًا آخر يقول إن سورة التوبة هي في الأصل مكملة لسورة الأنفال، لذلك لم تبدأ بالبسملة لأن الفصل بين السورتين لم يكن واضحًا في أوائل الترتيب، وكانت السورتان تقرآن معًا. لكن هذا الرأي ظل ثانويًا مقارنة بالرأي الذي يعتبر أن عدم وجود البسملة كان مقصودًا من الله تعالى لتأكيد الرسائل القوية والتهديدية في السورة.
كما تحتوي السورة على وصف دقيق لصفات المنافقين، وتفصيل لمواقفهم المؤذية للمجتمع الإسلامي، ومواقفهم المخزية في غزوة تبوك. فهي أشبه بتشريح اجتماعي وسياسي لأحد أخطر التحديات التي واجهت الدولة الإسلامية، ألا وهو النفاق الداخلي. فأن يبدأ هذا الوصف المرعب بعبارة تحمل الرحمة لم يكن ليتوافق مع روح النص ومقصده. ومن هنا، كان الغياب مقصودًا وله دلالة بلاغية وعقائدية عميقة.
ولذلك فإن عدم افتتاح سورة التوبة بالبسملة ليس سهوًا أو استثناء بلا حكمة، بل هو مقصود قرآني يعكس طبيعة السورة ورسائلها التي تختلف عن غيرها من السور.
تعليقات