مرت أيام بعد تلك الجمعة، وأنا أحمل في قلبي ثقلًا لا يُحتمل. لم أستطع نسيان ملامح أختي وهي تحبس دموعها بابتسامة موجوعة، وعبارتها التي انغرست في صدري كالسهم: “شو عملتلكم حتى تعملوني بهالطريقة؟” كنت أظن أني مجرد تابع لما قرره أبي، لم أكن المتسبب المباشر، لكن الصمت أمام الظلم كان ذنبًا لا يغتفر. كنا قد استلمنا أنصبتنا وبدأ كل واحد منا حياته الجديدة، وأنا شخصيًا بدأت مشروعي الصغير، وأشغلتني الانطلاقة والانشغالات اليومية عن كل شيء، حتى عن أختي… إلى أن جاءت تلك اللحظة التي تغيّر فيها كل شيء.
في يوم جمعة آخر، بينما كنا مجتمعين على الغداء عند أبي، سأل فجأة: “وين أختك؟ ما أجت اليوم؟” الكل نظر لبعضه بدهشة، كأن السؤال غريب من رجل أقسم أنه لا يريد رؤيتها ولا أن يُذكر اسمها أمامه، وفجأة، ظهرت في عينيه نظرة لم أره يحملها منذ سنوات… القلق. لم يجب أحد، فكنت أنا من قال: “مشغولة شوي يمكن… بكرا بتجي.” لكني كنت أكذب، لأنها لم تتصل بي أيضًا طوال الأسبوع، وهذا ليس من عادتها.
هذه الصفحة لا تحتوي على كل الأحداث، التفاصيل كاملة في الصفحة الثانية….
تعليقات