قصة حرمان اختي من الورث

قصة حرمان اختي من الورث

في المساء، وبينما كان القلق ينهش قلبي، قررت أن أتصل بها، لكن هاتفها كان مغلقًا. اتصلت بزوجها، وجاءني صوته متعبًا متوترًا: “أم سلمى بالمستشفى… من يومين.” صُعقت، لم يخبرنا أحد، ولم نلاحظ غيابها إلا بعد أن سأل أبي. ركضت إلى المستشفى، وهناك وجدتها طريحة الفراش، وجهها شاحب وجسدها نحيل، وإلى جانبها طفلتها الصغيرة تلهو بهدوء. التفتت إليّ أختي وقالت: “الحمد لله إنك جيت… ما كنت ناوية أزعجكم.” حاولت تمالك دموعي وأنا أمسك بيدها، شعرت للمرة الأولى أنها مظلومة حقًا، وأننا جميعًا كنا قساة القلوب.

أخبرني الطبيب أنها أصيبت بهبوط حاد، نتيجة الإرهاق وسوء التغذية، وأن حالتها النفسية ساهمت في تدهور صحتها. جلست بجانبها حتى الفجر، وأقسمت في نفسي أن أعوّضها عن كل لحظة ظلم أو تجاهل. في اليوم التالي، ذهبت لأبي وأخبرته بكل شيء، توقعت منه أن يثور، لكنه بقي صامتًا، ثم قال: “أنا السبب؟” أجبته: “كلنا السبب.”