قصة حرمان اختي من الورث

مرت أيام، وأختي بدأت تتماثل للشفاء، وأبي صار يسأل عنها بشكل يومي، وكان يطلب مني أن أحمل لها طعامًا ويصر على أن يكون من صنع يده. كان يتغير بصمت، لم يعتذر صراحة، لكنه بدأ يُظهر ندمًا حقيقيًا. في أحد الأيام، طلب مني أن نذهب معًا لزيارتها، ووافق رغم تردده. كانت المفاجأة أنها لم تظهر أي حقد أو غضب، بل فتحت ذراعيها لوالدي وكأن شيئًا لم يكن، وقالت له: “أنا ما كنت أزعل منك… بس كنت أتمنى تحبني زي الباقيين.”
بكى أبي لأول مرة أمامنا، ثم أمسك يدها وقال: “سامحيني… ظلمتك.” عندها، شعرت أن هناك عدالة ربانية أعادت التوازن لما اختل، لكن تلك اللحظة كانت أيضًا بداية حدث لم نتوقعه.
في اليوم التالي، لم يستيقظ أبي من نومه، رحل بهدوء، وقلبه مملوء ندمًا ورضًا. اجتمعنا كلنا، ولأول مرة منذ سنوات، كنا نبكي معًا بصدق، وكان أكثر من بكى هي أختي… التي سامحته في حياته، وشيّعته بدعائها.
تعليقات