قصة حرمان اختي من الورث

عند فتح وصيته، اكتشفنا المفاجأة الكبرى. أبي، قبل رحيله بأسبوع، أعاد كتابة كل شيء. وزّع الميراث من جديد بالتساوي، وأوصى أن يُخصّص جزء من المال لعلاج ابنة أختي، وكتب بخط يده: “إلى ابنتي التي ظلمتها يومًا، سامحيني، وهذا جزء يسير من حقك.” بكينا جميعًا حينها، وشعرت أنا وإخوتي أننا كنا عميان القلوب، وأن أختنا التي حملت الألم بصمت كانت الأنقى بيننا.
ومنذ ذلك الحين، تغيّر كل شيء. أعدنا علاقتنا بها، وبدأنا زيارتها باستمرار، وشعرت أن ابنة أختي صارت ابنتنا جميعًا. لم تعاتبنا كثيرًا، بل قالت كلمة واحدة: “الله يسامحكم، ويجزيكم خير على اللي بتعملوه اليوم.” تلك العبارة كانت كفيلة بأن تملأ قلوبنا بالخجل والامتنان في آنٍ واحد.
أختي صارت صلة الرحم الأقوى بيننا، وعلمتنا درسًا عظيمًا عن الصبر، والصفح، والثبات في وجه الجحود. أما مشروعها الصغير الذي بدأناه معها بعد وفاة أبي، فقد صار من أنجح مشاريع العائلة، وصرنا نردد دائمًا أنها كانت تستحق أكثر من ذلك بكثير.
تعليقات