لماذا نهى النبي عن مخبب المرأة على زوجها

في كثير من الحالات يكون المخبب إنسانًا نرجسيًا، لا يُفكر إلا في رغباته، ويرى في المرأة المتزوجة تحديًا، وإذا نجح في كسبها يشعر بتفوّق مرضي على زوجها. وقد تلعب الغيرة دورًا في نفوس بعض النساء حينما يُخببن قريباتهن أو صديقاتهن بدافع غير واعٍ من الحسد، فتراها تُقلل من شأن الزوج، وتُضخّم من عيوبه، فقط لأنها لا تحتمل رؤيتها سعيدة مستقرة.
شرعًا، أفتى أهل العلم بأن التخبيب من الكبائر، ويأثم فاعله، بل هناك من ذهب إلى أن الزواج الناتج عن التخبيب باطل أو مشكوك في صحته، خاصة إذا كان التخريب مقصودًا وأدى إلى طلاق ظالم. والهدف من ذلك هو ردع هذا الفعل الخطير الذي لا يهدد علاقة فردية فقط، بل يضرب في صميم المجتمع والأسرة. والأسوأ أن المخبب لا يعيش مع آثار جريمته، بل يترك خلفه بيتًا مهدومًا وأطفالًا تائهين.
ومن الناحية النفسية، فإن الزوجة التي تقع تحت تأثير المخبب عادةً ما تعيش لاحقًا في دوامة من الندم، لأنها غالبًا ما تكتشف أنها لم تكن تُعاني فعلاً، بل تم تضخيم كل مشاكلها وتشويه صورة زوجها، وتُفاجأ بأن من حرضها لا يملك لها أي استقرار حقيقي، بل كان فقط يسعى لإشباع رغبة مؤقتة أو إثبات سلطة.
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التخبيب لأنه لا يُفسد العلاقة الزوجية فقط، بل يضرب قيم الوفاء والستر والرحمة في مقتل، وهو فعل يحمل في داخله نية الأذى، ويخالف كل معاني الأخلاق، ولهذا كان جزاء فاعله التبرؤ منه في الحديث الشريف.
تعليقات