عزة تطلب الخلع بعد 20 يوم زواج

في واحدة من أغرب القضايا التي شهدتها محكمة الأسرة، وقفت شابة تُدعى “عزة” تطلب الخُلع بعد مرور عشرين يومًا فقط من زواجها، وهي تمسك بملفها بيد مرتجفة وملامح وجهها تختلط بين الغضب والخذلان. عزة، التي لم تكن تتخيل أن تبدأ حياتها الزوجية بهذا الشكل، وقفت أمام القاضي تُكرر عبارتها بحدة: “ملمسنيش ولا مرة.. ولا حتى حاول!”، ما أثار دهشة الحاضرين ودفع القاضي للاستماع إلى التفاصيل غير المألوفة في هذه القضية.
عزة بدأت حديثها بأنها تعرفت على زوجها عن طريق أحد الأقارب، وتمت الخطبة بسرعة نظرًا لما بدا عليه من أدب وهدوء، بل وكان محبوبًا من كل من حوله. لم يظهر عليه أي سلوك مريب، ولم تلاحظ شيئًا يثير الريبة. وتم الزواج في حفل بسيط، ليبدأ بعده شهر العسل الذي اتضح لاحقًا أنه لم يكن شهرًا ولا حتى يومًا من السعادة. ففي أول ليلة دخل فيها الزوج إلى الغرفة، جلس بجانبها على السرير وابتسم ثم طلب منها النوم مبكرًا لأنه “مرهق من الزفاف”. اعتقدت عزة أن الأمر طبيعي، ومرت الليلة الأولى بسلام. لكن الأيام التالية كانت صادمة.
كلما حاولت التقرب منه أو التلميح بأي مشاعر، كان يتهرب منها بحجة التعب، أو الانشغال بالعمل، أو التفكير في أمور الحياة الجديدة. ولم يكن هناك أي تواصل جسدي أو عاطفي. عشرون يومًا كاملة، ولم يقترب منها. لم يلمس يدها، لم يبادلها حضنًا، لم يُبدِ شوقًا. حتى الكلام كان قليلاً وباردًا. تقول عزة إنها حاولت أن تتفهم، وأن تمنحه الوقت الكافي، بل وصبرت وانتظرت أن يبادر، لكنها بدأت تشعر أنها تعيش مع شبح، مع رجل غريب لا يريد منها شيئًا.
زاد الأمر غرابة عندما فتحت هاتفه بالصدفة لتجد محادثات طويلة مع أصدقائه يُعبر فيها عن ندمه على الزواج، ويقول إنه غير مستعد لأي علاقة، بل ويتمنى لو يستطيع الطلاق دون أن يتعرض للإحراج من أهله. اكتشفت عزة أنها خُدعت، وأن الزوج لا يريدها أصلًا، وإنما تزوج فقط ليرضي أهله والمجتمع، وربما ليُثبت لنفسه أنه “طبيعي” كما كتبت في أوراق الدعوى.
ذهبت إلى بيت أهلها بعد أن فقدت الأمل، لتبدأ الضغوط تنهال عليها من كل جانب. الجميع يُطالبها بالصبر، وبعضهم يُحذرها من “كلام الناس”، لكنها كانت تشعر بالإهانة. لم تُعامل كزوجة، ولا حتى كإنسانة. ولم يكن هناك تفسير مقنع لكل هذا التجاهل. تقول عزة إنها لم تطلب المستحيل، فقط أرادت أن تشعر أنها متزوجة، أن زوجها يحبها، يقترب منها، يراها امرأة تستحق الاهتمام.
مع تصاعد الألم النفسي وتزايد شعورها بالوحدة والرفض، قررت عزة أن تنهي القصة بالكامل. لم تُعد تحتمل المزيد من الانتظار أو التبريرات. وقفت في المحكمة تطلب الخلع، وتقول بجرأة: “أنا مش لعبة.. ولا واجهة اجتماعية.. أنا إنسانة، ومن حقي أعيش حياة حقيقية”.
الإجابة على تفاصيل القصة ولماذا طلبت الخلع ستجدونها في الصفحة الثانية
تعليقات