قصة خطف أحمد بعمر 6 شهور

حين كان عمره ستة أشهر فقط، اختفى أحمد من بين يدي والدته في لحظة لا تُنسى من عامٍ شديد الزحام في أحد المستشفيات الحكومية، حيث كانت أمه تُراجع بعض الأوراق بينما وضعته بجانبها للحظات، وحين التفتت لم تجده، بدأ الصراخ، وبدأت رحلة البحث التي لم تنتهِ سوى بعد عشرين عامًا كاملة من الألم والوجع والحرمان. الشرطة فتحت محضرًا، وتحركت آنذاك كل الجهات، لكن الرضيع لم يُعثر عليه، وقُيّدت القضية ضد مجهول، وبقيت الأم تعيش على أمل مستحيل، وعيونها لا تنام بانتظار وجه صغير لم تفقد ملامحه أبدًا.
في أحد أحياء محافظة بعيدة، نشأ شاب يُدعى أحمد، كان يشعر دائمًا أنه لا يُشبه من حوله، لا في الشكل ولا في الطباع، وكان يسمع همسات غريبة من بعض الجيران، لكنه لم يكن يملك أي دليل. حتى جاء اليوم الذي قرر فيه التبرع بالدم لأحد زملائه، وهناك بدأت الصدفة تكتب له بداية الحكاية. فبعد الفحوصات، أخبره الطبيب أن هناك خللًا في تطابق فصيلة دمه مع والدته المفترضة، الأمر الذي دفعه للشك، ومع الأيام اكتشف عن طريق تحقيقات شخصية أن شهادة ميلاده مزورة، وأن العائلة التي ربّته لم تكن أسرته الحقيقية، بل حصلت عليه بطرق غير شرعية.
بمساعدة أحد المحامين، أعاد أحمد فتح القضية القديمة، وتم ربط الحمض النووي بينه وبين سيدة كانت قد بلّغت عن فقدان ابنها قبل عشرين عامًا، وجاءت النتائج مؤكدة، ليجد أحمد نفسه فجأة أمام أمه الحقيقية التي لم تفقد الأمل فيه، وانهارت لحظة رؤيته بالبكاء والذهول. أما العائلة التي ربّته، فاعترفت تحت ضغط الأدلة بأنها اشترته من سيدة خطفته وباعته مقابل المال.
عاد أحمد إلى أحضان أمه، لكن قلبه ظل ممزقًا بين من ربّاه ومن أنجبته، في واحدة من أكثر القصص إيلامًا وتعقيدًا، لا تُصدق إلا حين تراها بعينك.
تعليقات