منذ القدم ارتبطت بعض الحيوانات في الموروث الشعبي بأساطير ومعتقدات غريبة، يظن الناس أنها تمتلك قدرات خارقة أو تأثيرات سحرية على البشر. ومن بين هذه المعتقدات ما يتداوله البعض عن وجود حيوان يمكنه أن يتسبب في سقوط الحامل، أو خطف البصر، أو جلب الحسد. وغالبًا ما يكون الحديث هنا عن “الهدهد” أو “البوم” أو “القطط”، لكن أكثر ما يُذكر في الأوساط الشعبية هو “الهدهد” و”القط الأسود” و”العقاب”، حيث يربط الناس بين ظهورها وحدوث مكروه. ورغم أن هذه الأفكار لا أساس علمي لها، إلا أن الإيمان بها ما زال موجودًا في بعض القرى والمناطق الريفية، ويمتزج بالخوف الفطري من المجهول، فيصبح الحيوان رمزًا للنحس أو التحذير من الخطر، ويؤثر ذلك على تعامل الناس معه أو حتى على حياتهم اليومية، خاصة الحوامل اللواتي يتجنبن رؤية أو لمس هذه الحيوانات خوفًا من الإصابة بمكروه.
لكن إذا نظرنا للأمر من الناحية العلمية، فإن سقوط الحمل أو فقدان البصر أو الشعور بالحسد ليس له أي ارتباط فعلي بوجود حيوان بعينه، بل يعود السبب لمشكلات طبية أو نفسية أو اجتماعية. ومع ذلك، فإن بعض الحيوانات قد تكون خطيرة فعلًا على الحامل إذا كانت تحمل أمراضًا معدية، مثل القطط التي قد تنقل “التوكسوبلازما”، وهي عدوى طفيلية قد تسبب مضاعفات للحمل إذا لم يتم علاجها، أو بعض الطيور التي تنقل فيروسات تؤثر على المناعة. أما مسألة الحسد فهي مرتبطة بالمعتقدات الدينية والاجتماعية، حيث يُعتقد أن بعض الأشخاص أو حتى الحيوانات “تحسد” الإنسان بمجرد النظر، لكن هذا لا يثبت علميًا. ولذا، فإن التعامل مع هذه الأفكار يحتاج وعيًا يفرق بين الحقيقة والخرافة، وبين الاحتياط الصحي والخوف المبالغ فيه.
وسوف نتعرف في الصفحة الثانية على الحيوان الذي ارتبط اسمه بهذه الصفات في التراث الشعبي، وهل لذلك أي تفسير علمي أم لا.
تعليقات