تكوّن القطن في السرة هو ظاهرة يلاحظها كثير من الأشخاص دون أن يعيروا لها اهتماما، لكنها في الواقع قد تحمل دلالات طبية مهمة. هذا القطن يتكون في الأساس من تجمع ألياف الملابس الممزوجة بخلايا الجلد الميتة والعرق والزيوت الطبيعية للجسم، وتزداد احتمالية ظهوره لدى الأشخاص ذوي الشعر الكثيف في منطقة البطن، حيث يعمل الشعر كحاجز يلتقط الألياف ويدفعها نحو السرة. الملابس القطنية والمصنوعة من الأقمشة التي تتساقط منها ألياف بسهولة تسهم بشكل أكبر في تكوين هذه التكتلات الصغيرة. ورغم أن الأمر قد يبدو بسيطا أو حتى مثيرا للضحك أحيانا، إلا أن إهماله قد يؤدي إلى مشاكل صحية إذا تراكم القطن لفترة طويلة داخل السرة
العلاقة بين القطن المتكون في السرة والالتهابات تكمن في أن هذا الوسط الرطب والدافئ يعد بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات. تراكم الأوساخ والألياف قد يسبب تهيجا للجلد أو التهابا صديديا إذا لم يتم تنظيف السرة بانتظام. أما بالنسبة لمرض السكري، فالأمر يزداد خطورة، لأن الأشخاص المصابين به يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الجلدية نتيجة ضعف جهاز المناعة وصعوبة التئام الجروح. وفي حالة عدم الانتباه، قد تتطور الالتهابات البسيطة إلى مشاكل أكبر تحتاج لتدخل طبي. لذلك ينصح الأطباء بالحفاظ على نظافة السرة باستخدام قطعة قطن مبللة بماء دافئ أو محلول ملحي، وتجفيفها جيدا بعد الاستحمام لتجنب الرطوبة، خاصة لمن يرتدون ملابس ضيقة أو مصنوعة من أقمشة تتساقط أليافها بسهولة
والخلاصة أن القطن في السرة ليس مجرد ألياف ملتصقة، بل قد يكون سببا في التهابات خطيرة خاصة لدى مرضى السكري إذا لم تتم العناية بالنظافة الشخصية بانتظام
تعليقات