قصة قال لها أريد أن أخطبك

ابتسم وقال: “اسمعي… ما سأقوله لك الآن، لم أبح به لأحد من قبل، حتى أقرب الناس إليّ… أتذكرين منذ سنوات، حين جاءك شاب بسيط، يرتدي ثوبا مهترئا، وعصا بيده، وعيناه تلمعان بالأمل؟”
رفعت رأسها بدهشة، وكأن قلبها يعرف الإجابة قبل عقلها، لكن لسانها ظل صامتا. أكمل: “ذلك الشاب… كان أنا”.
اتسعت عيناها، وتلعثمت الكلمات على شفتيها: “أ… أنت؟!”، وكأن المشهد القديم عاد أمامها بكل تفاصيله.
ابتسم بهدوء وقال: “نعم… أنا راعي الغنم الذي لم يقنعك، أنا من ظننتِ أنه لن يكون يوما شيئا… لكن ها أنا أمامك اليوم”.
ساد صمت ثقيل بينهما، لا يُسمع فيه سوى أنفاسها المضطربة وصوت عقارب الساعة على الجدار. هي لم تكن تعرف هل تشعر بالخجل أم الصدمة أم مزيج من الاثنين. أما هو، فكان ينظر إليها بنظرة فيها شيء من الفخر وشيء من العتاب.
قال وهو يسند ظهره إلى الكرسي الفخم: “لم آتِ بك هنا لأذكّرك بالماضي، لكنني أردت أن أريك أن الأقدار لا تعرف المستحيل… وأن الإنسان يمكنه أن يغير واقعه مهما كان بسيطا، إذا امتلك الإرادة”.
شعرت بدمعة ساخنة تحرق خدها، لكنها مسحتها بسرعة، وقالت بصوت خافت: “لم أكن أعلم أن القدر سيجمعنا ثانية بهذه الطريقة”.
ابتسم بخفة وقال: “الحياة يا فلانة، لا تعطينا دائما ما نريد وقتما نريد… لكنها تمتحننا، وترينا وجوها كنا نظن أننا لن نراها مرة أخرى”.
أخذ نفسا عميقا ثم أضاف: “لكن دعينا نترك الماضي الآن، ونفكر في الحاضر… لديك فرصة ذهبية هنا، إن كنتِ جادة”.
هزت رأسها موافقة، لكن قلبها كان مليئا بأسئلة لا تجد لها إجابة. انتقل للصفحة الثانية…
تعليقات