قصة قال لها أريد أن أخطبك

قصة قال لها أريد أن أخطبك

مرّت الأيام، وأثبتت كفاءتها في العمل، كانت حريصة على ألا ترتكب أي خطأ، ليس فقط لأنها تريد الحفاظ على الوظيفة، بل لأن وجوده كرئيس جعلها تشعر بمزيج من الإعجاب والرهبة.
ومع مرور الوقت، بدأت تكتشف جانبا آخر منه… لم يكن فقط المدير الصارم أو ذلك الشاب البسيط الذي عرفته يوما، بل أصبح بالنسبة لها مثالا على الإصرار والتحول.

وذات مساء، بينما كانت تجمع أوراقها استعدادا للمغادرة، استدعاها إلى مكتبه. قالت لنفسها: “يا ترى ماذا يريد هذه المرة؟” دخلت وهي تحمل ملفا بين يديها، فابتسم وقال: “فلانة… هل تعلمين أنني لم أنسَ ردّك عليّ حين سألتك قبل سنوات؟”
ارتبكت ولم تجد ما تقول، فتابع: “لكنني لم آخذ الأمر على أنه إهانة، بل جعلته دافعا لأثبت لنفسي قبل أي أحد أنني قادر”.
قالت بصوت مبحوح: “وأنا… أعتذر إن كنتُ يوما قد جرحتك”.
ابتسم وقال: “اعتذارك مقبول، لكن الأجمل أنك هنا اليوم، نعمل معا، وربما… القدر يخبئ لنا ما هو أكثر”.

خرجت من مكتبه وهي تشعر أن قلبها ينبض بقوة، ليس لأنها وقعت في حبه، بل لأنها رأت بأم عينها كيف يمكن للحياة أن تغير الإنسان وتعيد رسم الحكايات القديمة بشكل لم يكن في الحسبان.
وضعت يدها على قلبها وهمست: “سبحان من يغيّر ولا يتغير…”.