غالبية سكان هولندا يركبون الدراجة الهوائية ليس تواضعا

غالبية سكان هولندا يركبون الدراجة الهوائية ليس تواضعا

في هولندا، مشهد آلاف الأشخاص وهم يقودون دراجاتهم الهوائية يوميًا أصبح جزءًا من هوية البلاد وثقافتها، حتى أن البعض يظن أن السبب وراء ذلك هو التواضع أو الرغبة في البساطة. لكن الحقيقة أن هناك أسبابًا أعمق بكثير وراء هذه الظاهرة، تبدأ أولًا بطبيعة الأرض الهولندية نفسها. فهولندا تقع على أرض منبسطة تمامًا تقريبًا، إذ لا تحتوي على مرتفعات أو جبال تعيق حركة الدراجات، ما يجعل التنقل بها سهلاً حتى لمسافات طويلة.

هذه الطبيعة الجغرافية المثالية قلّلت من الجهد البدني المطلوب، وأتاحت لسكان البلاد من جميع الأعمار استخدام الدراجة كوسيلة نقل رئيسية في حياتهم اليومية. كما أن المناخ المعتدل نسبيًا، خاصة في فصول الربيع والخريف، شجع على ركوب الدراجات أكثر من السيارات في المسافات القصيرة.

إلى جانب العوامل الطبيعية، لعبت البنية التحتية المتطورة دورًا كبيرًا في انتشار هذه العادة. فالحكومة الهولندية استثمرت لعقود طويلة في إنشاء شبكة واسعة من مسارات الدراجات الآمنة والمنفصلة عن طرق السيارات، مع إشارات مرور خاصة بالدراجات ومواقف مخصصة لها في كل شارع تقريبًا.

هذا التخطيط جعل ركوب الدراجة في هولندا آمنًا وسريعًا وموفرًا للوقت، بل وأصبح في كثير من الأحيان أسرع من قيادة السيارة في المدن المزدحمة. كذلك، ارتفاع أسعار الوقود ورسوم مواقف السيارات جعل الدراجة خيارًا اقتصاديًا ممتازًا للأسر والأفراد، خصوصًا مع تشجيع الدولة لاستخدامها من خلال القوانين والدعم.

لكن يبقى السؤال، هل السبب الأساسي هو التواضع فعلًا أم أن هناك دافعًا آخر؟ الإجابة في الصفحة الثانية…