كارثة على وشك الحدوث بسبب رصد إشعاعات من مفاعل تشيرنوبل

كارثة على وشك الحدوث بسبب رصد إشعاعات من مفاعل تشيرنوبل

تشيرنوبل، الاسم الذي ظل محفوراً في ذاكرة البشرية منذ كارثة 1986، عاد ليتصدر العناوين مجدداً بعد أن أعلنت جهات مختصة عن رصد إشعاعات نووية غير معتادة في المنطقة المحيطة بالمفاعل المدمر. التقارير العلمية أوضحت أن أجهزة الرصد سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى النيوترونات، ما يشير إلى احتمال حدوث تفاعلات انشطارية في بعض كتل الوقود النووي المدفونة تحت الركام منذ الانفجار الكبير. هذه التفاعلات إذا استمرت دون سيطرة، قد تتسبب في انبعاث كميات خطيرة من الإشعاعات في الجو، ما يجعل المنطقة المحيطة بالمفاعل مهددة بكارثة بيئية جديدة قد تصل تداعياتها إلى أبعد من حدود أوكرانيا.

الخبراء حذروا من أن هذه الظاهرة لا تعني بالضرورة وقوع انفجار وشيك مثل السابق، لكنها تشير إلى نشاط داخلي يجب التعامل معه بحذر شديد. فريق المراقبة أكد أن السبب قد يكون مرتبطاً بزيادة الرطوبة أو تغيرات في البنية الخرسانية التي تغطي المفاعل منذ عقود، ما يسمح بمرور الهواء إلى داخل الكتل النووية وإعادة تنشيطها. لذلك، بدأت فرق متخصصة في دراسة حلول عاجلة لاحتواء هذه التفاعلات، مثل إدخال مواد تمتص النيوترونات أو تعزيز الحواجز الواقية لمنع تسرب أي إشعاع إضافي. كل هذه الإجراءات تأتي وسط قلق عالمي متزايد من تكرار كارثة بشرية وبيئية يصعب السيطرة عليها إذا لم تتم المعالجة السريعة.

السلطات الأوكرانية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أنها تتابع الوضع لحظة بلحظة، وأن الخطر حتى الآن ما زال تحت السيطرة، لكن التراخي قد يؤدي إلى كارثة لا تُحمد عقباها. هذه التطورات تذكر العالم مجدداً بمدى خطورة الطاقة النووية إذا خرجت عن السيطرة، وبأهمية الالتزام بالمعايير الأمنية الصارمة لمنع تكرار مآسي الماضي. ويبقى السؤال المقلق: هل نحن أمام بداية أزمة جديدة قد تعيد مأساة تشيرنوبل من جديد أم أن التدخل السريع سيمنع الكارثة قبل فوات الأوان؟