قضة فتاة وقعت في البئر

قضة فتاة وقعت في البئر

في يوم وقفة عيد الفطر، وبينما الناس في القرية منشغلين بالتحضيرات، مرّ بعض الرعاة بالقرب من البئر وسمعوا صوتًا خافتًا يشبه الأنين. في البداية افتكروا إنه صوت ريح أو طائر عالق، لكن لما قربوا أكتر وركزوا، سمعوا صوت بنت بتنادي بصوت ضعيف جدًا. اتخضوا وجروا بسرعة لأهل القرية وقالوا لهم، والكل اتجمع حوالين البئر وهم مش مصدقين اللي بيسمعوه.

لما شالوا غصن الشوك وبصّوا لجوه، كانت المفاجأة: أم شوايل عايشة! البنت نحيفة جدًا، جسمها شبه هيكل، لكن عينيها فيها حياة، ولسانها بينطق بالشهادتين. الناس بدأوا يسألوا: إزاي عاشت من غير أكل ولا مية أكتر من شهر؟ البنت بحُب الطفولة البريء قالت لهم إنها طول الوقت كانت تحس إن فيه نور بينور حواليها، وناس لابسين أبيض بيقدملها حاجة زي الميه أو اللبن، ويقولوا لها: صبري، ربنا معاك.

القصة انتشرت في كل كردفان والسودان، والناس اختلفوا: في ناس قالت ده كرامة، وناس قالت ده عمل ملائكة، وفيه اللي قالوا يمكن الجن اللي ساكنين في البئر أطعموها. لكن اللي محدش اختلف عليه إن اللي حصل فوق قدرة البشر.

أبوها لما عرف، انهار بالبكاء قدام الناس واعترف إنه كان غضبان وما كانش يتخيل إنها تموت، لكنه ما قدرش يبرر جريمته. القصة دي لحد النهارده بتتروى كواحدة من أغرب القصص في السودان، وكل ما حد يجيب سيرتها يقول: “أم شوايل دي ربنا كتب ليها عمر جديد”.