قصة الضابط المصري

دخل الضابط المصري الأصيل الغرفة الصغيرة التي يقطنها العجوز، وكان قلبه مثقلاً بالهمّ والدهشة أمام هذه الحياة البسيطة والمحتاجة. نظر حوله ولاحظ أن كل شيء فيه قليل جداً، كأن الزمن قد نسي هذا المنزل تماماً. جلس العجوز على كرسيه المتهالك، وأمسك بعكازه وقال بصوت ضعيف: “العيادة في انتظارنا يا بيه، ربنا يخليك”.
ابتسم الضابط وقال له: “متقلقش، إحنا هنا عشان نطمّن عليك ونساعدك، مش عشان نرميك في الشارع”. ثم طلب من الإسعاف تجهيز نفسه لنقل الرجل إلى المستشفى، وأخذ يشرح للمالك أن كل ما عليه من إيجار سيتم تسويته فوراً، حتى يطمئن قلب العجوز على حياته. كانت لحظة مليئة بالإنسانية، وكأن الوقت توقف عندها قليلاً.
رغم التعب والمرض، كان العجوز يشعر بالامتنان لكل ما يحدث، والدموع تتجمع في عينيه. فجأة قال لهم بصوت متهدج: “استنوا شوية، عندي حاجة لازم أقولها لكم”. لم يدر الضابط والمرافقون ما الذي سيقوله، لكن شعوراً بالفضول امتلكهم جميعاً.
وما كشفه العجوز بعد قليل قلب حياتهم جميعاً رأساً على عقب في الصفحة الثانية…
تعليقات