أعطي ذهبك للجيران ولا تعطيهم ملح بيتك

أعطي ذهبك للجيران ولا تعطيهم ملح بيتك

المثل الشعبي القديم “أعطي ذهبك للجيران ولا تعطيهم ملح بيتك” يحمل معنى عميق مرتبط بالمعتقدات والعادات التي كانت سائدة قديمًا، وهو في ظاهره يبدو غريبًا، لكن في الحقيقة المقصود به ليس التبذير أو البخل، بل الخوف من الحسد أو زوال البركة.

ففي الماضي كان الناس يعتقدون أن الملح رمز للبركة والخير في البيت، وأن خروجه من المنزل قد يجلب النحس أو يقلل الرزق. لذلك كانوا يعتبرون إعطاء الملح أمرًا غير محمود، لأنه يحمل الطاقة الإيجابية للبيت، في حين أن الذهب أو المال لا يحمل نفس الرمزية.
الملح كان يُنظر إليه أيضًا كحامٍ من الأرواح الشريرة والحسد، لذلك كانوا يرشونه عند الأبواب أو في الزوايا لطرد الطاقة السلبية، وهذا ما جعلهم أكثر حرصًا عليه مقارنة بالأشياء المادية الأخرى. فكانوا يقولون: “أعطي ذهبك للجيران ولا تفرط في شيء يرفع البركة من بيتك”.

هذا المثل إذن ليس دعوة للبخل، بل انعكاس لمعتقدات شعبية قديمة عن الرمزية الروحية للأشياء البسيطة.
ومع ذلك، هذه العادة اندثرت في العصر الحالي، لأن الناس أدركوا أن هذه المعتقدات كانت خرافات مرتبطة بالخوف من المجهول، بينما اليوم تبادل الأشياء بين الجيران يُعتبر من قيم التعاون والتراحم، وليس هناك أي ضرر في إعطاء الملح أو غيره.