قصة عندما عَلِمَت من المحامي أنها سوف تَرِث بعد وفاته ثروة طائلة

قصة  عندما عَلِمَت من المحامي أنها سوف تَرِث بعد وفاته ثروة طائلة

عندما وضعت الوسادة على وجهه ضغطت بكل قوتها حتى كادت أن تختنق أنفاسها هي قبل أن تنقطع أنفاسه، كانت نظراته المذعورة تحاول أن تخترق عينيها لتستعطفها، لكنه لم يجد في وجهها سوى برودة الموت التي سبقت روحه، دقائق قليلة مرت كأنها سنوات حتى هدأ جسده تمامًا واستسلم للصمت، رفعت الوسادة ببطء وهي تلهث بشدة وقطرات العرق تغرق جبينها، ثم جلست على الأرض بجواره تلتقط أنفاسها وتحدث نفسها بأن كل شيء انتهى وأن الطريق إلى حياة الرفاهية قد بدأ الآن.

أخذت تجر جسده بصعوبة إلى غرفة النوم لتمدده فوق السرير كي يبدو وكأنه مات أثناء نومه، ثم أسرعت لتنظيف بقايا الطعام وأدوات المطبخ حتى تمحو أي أثر للجريمة، كانت يدها ترتجف لكنها حاولت التماسك، وبينما كانت تفكر في الاتصال بالطبيب لتخبره أن زوجها لم يستيقظ من النوم، وقع نظرها على الورقة المطوية فوق المكتب، ترددت لحظة ثم اندفعت نحوها بخطوات مسرعة وكأن شيئًا ما في داخلها يدفعها لمعرفة محتواها قبل أي إجراء آخر، فتحت الورقة بلهفة لتكتشف كلمات قلبت حياتها رأسًا على عقب.

كانت الورقة وصية بخط زوجها، يبدأها بكلمات مليئة بالحب يذكر فيها كيف كانت سندًا له طوال سنواته، وكيف أنه قرر أن يكتب لها كل ما يملك حتى لا تشعر يومًا بالحاجة لأحد، ثم أضاف في نهاية الوصية سطرًا صاعقًا: “لقد علمتُ بمرضك الخبيث منذ شهرين، وأقسمت أن أظل بجانبك حتى آخر نفس، وهذه وصيتي لكِ قبل أن تتركيني أنتِ أولًا”، شعرت وكأن السم الذي وضعته في طعامه تسلل إلى عروقها هي، لم تصدق ما قرأته، جحظت عيناها من الدهشة، وسقطت الورقة من يدها على الأرض، وأمسكت رأسها تصرخ بصوت مكتوم لا يسمعه أحد، دموعها تساقطت بغزارة وهي تدرك أنها قتلت الرجل الوحيد الذي أحبها بصدق.

جلست بجوار جثته ساعات لا تدري ماذا تفعل، وصوت كلمات الوصية يرن في أذنيها كالطعنات، حاولت أن تستجمع شجاعتها وتفكر في خطة لإنقاذ نفسها من الورطة، لكنها فجأة شعرت بألم حاد في معدتها، ظنت للحظة أن التوتر هو السبب، لكن الألم ازداد شدة حتى أسقطها أرضًا بجوار زوجها، تذكرت أنها وضعت السم في الطعام الذي تناوله وحده، لكنها صدمت عندما أدركت أنها تناولت بضع لقمات من صحنه وهي تحاول التظاهر أمامه، وها هو السم بدأ يسري في جسدها بلا رحمة، زحفت نحو الهاتف بصعوبة لتطلب النجدة لكن أنفاسها صارت أثقل من أن تمنحها الفرصة، سقطت يدها بجوار الهاتف، وأغمضت عينيها، وفي اللحظة الأخيرة، وقبل أن يتوقف قلبها، لم تجد أمامها سوى صورة زوجها على المكتب، فابتسمت ابتسامة باهتة وكأنها تطلب منه الصفح بعد فوات الأوان.

النهاية المأساوية كانت درسًا قاسيًا لها ولمن يبيعون ضميرهم من أجل المال، فالثروة التي حلمت بها لم تذهب لأحفاد أحفادها، بل دفنت معها في قبر واحد.