قصة دخل الجراح سعيد إلى المستشفى

اقترب الطبيب بخطوات متسارعة من الأب الذي قفز من مكانه وسأله بلهفة كيف حال ابني؟ هل هو بخير؟ أجابه الطبيب بابتسامة باهتة قائلاً لقد نجحنا في إنقاذ حياته، هو الآن بخير لكن يحتاج للعناية والراحة، ثم استدار مسرعًا خارجًا من الباب قبل أن ينطق الأب بكلمة شكر واحدة، اندهش الأب من تصرف الطبيب وقال في نفسه أي جفاء هذا؟ أليس من واجبه أن يطمئنني أكثر؟ أليس من الطبيعي أن يشرح لي ما حدث؟ كيف يغادر بهذه السرعة وكأن شيئًا لم يكن؟ تساؤلات كثيرة أخذت تدور في رأس الأب الذي كان في حالة من الاستغراب والضيق، فذهب إلى الممرضة يسألها عن سبب هذا التصرف العجيب.
قال لها بحدة ألم تري ما فعله الطبيب؟ أنقذ ابني ورحل دون أن يفسر لي شيئًا، هل هكذا يعامل الأطباء المرضى وأهاليهم؟ هل هذا من الإنسانية؟ ردت الممرضة بصوت خافت وهي تحاول السيطرة على دموعها: يا سيدي الطبيب لم يكن متعجرفًا كما ظننت، لكنه في وضع لا يمكن أن تتخيله، لقد حضر خصيصًا لإنقاذ ابنك في وقت كان يودع فيه أعز الناس على قلبه، ترك كل شيء خلفه ليقوم بواجبه ثم عاد مسرعًا دون حتى أن يأخذ نفسًا واحدًا، وهنا بدأ الأب يشعر أن هناك شيئًا أكبر من مجرد انشغال أو برود.
ارتجف قلب الأب وسألها باستغراب ماذا تقصدين؟ أي شيء كان يشغله لدرجة أن يتركه فجأة ويأتي في هذا الوقت العصيب؟ رفعت الممرضة رأسها والدموع في عينيها وقالت له: الحقيقة أنك لو عرفت ما فعله من أجلك ومن أجل ابنك ستدرك كم كنت مخطئًا في حكمك عليه وستشعر بالخجل من نفسك على كل كلمة قاسية ألقيتها في وجهه قبل العملية.
الإجابة ستجدها في الصفحة الثالثة….
تعليقات