قصة دخل الجراح سعيد إلى المستشفى

قصة دخل الجراح سعيد إلى المستشفى

تنهدت الممرضة بعمق وقالت بصوت متهدج يا سيدي الطبيب الذي أنقذ ابنك للتو كان قبل دقائق في المقبرة يدفن ابنه الوحيد، لقد توفي صباح اليوم بمرض مفاجئ ولم يكن أمامه وقت ليستوعب مصيبته حتى استدعوه لإجراء العملية، فترك الجنازة وجاء مسرعًا لإنقاذ حياة ابنك، ثم عاد على عجل ليكمل دفن فلذة كبده، هذا هو السبب في كل تصرفاته التي لم تفهمها، لم يكن جافيًا ولا متعاليًا بل كان إنسانًا مكسور القلب يؤدي واجبه الإنساني رغم حزنه العميق، وهنا انهار الأب على الأرض والدموع تنهمر من عينيه وهو يتمتم بكلمات ندم وأسف لم يعد لها معنى، لقد أدرك للتو أن الحكم على الناس من الظاهر ظلم كبير، وأن وراء كل موقف حكاية لا يعرفها إلا أصحابها، وتعلم درسًا قاسيًا لن ينساه طوال حياته أن لا يتسرع أبدًا في إصدار الأحكام قبل أن يعرف الحقيقة كاملة.