قصة رجل قال لزوجته اتركي أمي في مكانها

قصة رجل قال لزوجته اتركي أمي في مكانها

ارتبك الرجل عندما سمع جواب زوجته، شعر وكأن الأرض قد ضاقت بما رحبت. ارتفع صوته وهو يصرخ بها: “كيف تتركين ابني مع أمي العجوز في ذلك المكان؟!” لكن الزوجة ردّت بهدوء، وكلماتها تتساقط كالسِّهام: “كما أردت أنت أن تترك أمك، تركتُ لك فلذة كبدك معها. أردت لها الموت أو الضياع، فجعلتك تتذوّق طعم ما نويت لها.”

ساد الصمت على القوم الذين شهدوا الحوار. بعضهم وضع رأسه مطأطئاً، وبعضهم نظر إلى الرجل بعيون يملؤها العتاب. لم يجد جواباً يبرر فعلته، وشعر بحرقة في صدره لم يعهدها من قبل، كأن نيران الندم اشتعلت بداخله لأول مرة.

بدأت صور طفولته تتسلسل أمام عينيه. تذكر دموع أمه وهي تسهر بجانبه حين يمرض، وتذكر ابتسامتها كلما نادته باسمه، وتذكر كيف كانت تضع لقمتها في فمه حتى لو باتت جائعة. في تلك اللحظة أدرك أنه كان جاحداً لفضلها وعاقاً لقلبها.

ارتفعت حرارة الشمس في كبد السماء، والرجل لا يقوى على الجلوس. كاد قلبه أن ينفطر وهو يتخيّل أمه تجلس وحيدة مع ابنه، بين رمال الصحراء، لا سند لها ولا معين. لكن ما قرره في تلك اللحظة سيحمل القصة إلى منعطف جديد في الصفحة التالية…