قصة رجل قال لزوجته اتركي أمي في مكانها

قصة رجل قال لزوجته اتركي أمي في مكانها

ترجّل الرجل مسرعاً، وألقى بنفسه عند قدمي أمه يقبّلهما باكياً: “سامحيني يا أمي، لقد ظلمتك وأردت لك ما لا يرضي الله ولا رسوله.” ضم ابنه إلى صدره وهو يشعر أن روحه عادت إليه بعد أن كادت أن تزهق بذنبه.

رفعت الأم رأسها بصعوبة، وحدّقت في وجه ابنها بنظرة مشوبة بالشفقة والحنان. لم توبخه، ولم تدعُ عليه، بل قالت بصوت واهن لكنه نافذ: “يا بني، لو لم تتركني اليوم لما علمتَ قيمة الرحمة، ولو لم تذق مرارة الخوف على ولدك، لما عرفت معنى الأمان الذي منحته لك في طفولتك.”

تجمّد الرجل في مكانه، وكأن كلماتها كانت سهاماً تخترق قلبه، لكنها سهام رحمة لا قسوة. غرق في دموعه، ولم يجد إلا أن يطأطئ رأسه أمامها كما يطأطئ العبد أمام سيده. ومنذ تلك اللحظة، تغيّر كل شيء في حياته.

عاد بها إلى قومه وهو يرفع رأسه بعزة مختلفة، فقد أدرك أن قيمة الرجل ليست في مكانته بين الناس، بل في برّه بوالديه. ومنذ ذلك اليوم صار مضرباً للمثل في برّ أمه، وصارت زوجته شريكة له في البرّ بعد أن تعلمت الدرس. وهكذا انتهت القصة بدرس خالد: العقوق ظلمة، والبرّ نور يضيء العمر كله.