قصة رجل قال لزوجته اتركي أمي في مكانها

رفعت الأم رأسها بصعوبة، وحدّقت في وجه ابنها بنظرة مشوبة بالشفقة والحنان. لم توبخه، ولم تدعُ عليه، بل قالت بصوت واهن لكنه نافذ: “يا بني، لو لم تتركني اليوم، لما علمتَ قيمة الرحمة، ولو لم تعش مرارة الخوف على ولدك، لما عرفتَ معنى الأمان الذي منحته لك في طفولتك.”
تجمّد الرجل في مكانه، وغرق في دموعه، كأن كلماتها كانت سهاماً تخترق قلبه، لكنها سهام رحمة لا قسوة. شعر أنه أصغر من أن يرد عليها بكلمة، واكتفى بأن يطأطئ رأسه أمامها كما يطأطئ العبد أمام سيده.
عاد بها إلى قومه وهو يرفع رأسه هذه المرة بعزة مختلفة، فقد أدرك أن قدر الرجل لا يُقاس بمكانته بين قومه أو بكبريائه المصطنع، بل بما يقدمه لأهله وبخاصة والدته. ومنذ ذلك اليوم صار مضرباً للمثل في برّ أمه والإحسان إليها، وأصبح الناس يذكرونه بجميل التحول الذي غيّر حياته كلها.
أما زوجته، فابتسمت في سرّها، فقد أرادت أن توقظه من غفلته بطريقة تُعلّمه درساً لا ينساه أبداً، وكان الدرس قاسياً لكنه كان بداية جديدة لعلاقة ملؤها المودة والبر.
نهاية القصة: وهكذا صار الرجل وأسرته مثالاً يُروى للأجيال عن عاقبة العقوق وبركة البر.
تعليقات