قصة انا اسمي حنين

قصة انا اسمي حنين

اسمي حنين، عمري أربعة وعشرون عامًا. منذ طفولتي كنت أعيش على حلم بسيط لكنه كبير بالنسبة لي: أن أجد شريك حياتي الذي يحبني بصدق وأبادله نفس المشاعر، رجل يكون سندًا لي ويعوضني عن فقدان والدي الذي رحل مبكرًا وترك فراغًا كبيرًا في قلبي. كنت فتاة محافظة جدًا، أنظر للحياة بعين الأمل والتفاؤل، وأصدق أن الغد سيحمل لي الكثير من الخير والسعادة. في مخيلتي، الزواج كان بداية لحكاية جميلة أعيشها بطمأنينة ودفء.

لكن كل تلك الأحلام اصطدمت بالواقع عندما جاء اليوم الذي تقدّم فيه لخطبتي رجل سعودي في الخمسين من عمره. لم يكن الفارق في العمر وحده هو ما صَدمني، بل معرفتي بأنه متزوج من امرأتين غيري. كنت أشعر أن حياتي الورديّة تتهاوى فجأة أمامي. رفضت بلا تردد، وقلت لنفسي إن الأمر مستحيل ولا يمكن أن أكون مجرد رقم جديد في حياة مزدحمة مليئة بالتعقيدات.

ما لم أتوقعه هو أنني سأواجه أكبر خذلان من أقرب الناس لي. أمي وأخي اللذان ظننت أنهما سيساندانني، كانا أول من دفعني نحو هذا القرار الصعب. تحدثا عن ثراء الرجل، وعن أن المال سيجعل حياتي أكثر راحة، وأن هذه الفرصة لا تعوض. كنت في صراع داخلي مرير، أحاول أن أتمسك بالرفض، لكن الضغوط من كل الجهات كانت أقوى مما أتحمل.

وبعد أيام من التفكير المرهق والدموع الصامتة، استسلمت في النهاية. وافقت على الزواج، ليس عن قناعة، بل عن ضعف وخوف من أن أخسر عائلتي. قلت لنفسي إنني سأحاول التأقلم مع الوضع، وأن الزمن ربما يغير مشاعري. لكن في داخلي كنت أشعر أنني أخطو خطوة نحو قدر غامض لا يشبه أيًا مما حلمت به.

لكن ما حدث بعد الزواج قلب حياتي رأسًا على عقب، وكان بداية رحلة لم أتخيلها يومًا سوف أذكرها كاملة في الصفحة الثانية…