قصة انا اسمي حنين

ليلة الزفاف لم تكن كما تخيلتها يومًا. لم أشعر أنني عروس تُزف إلى حلمها، بل كأنني ضيفة غريبة في بيت لا يعرفني. كل التفاصيل كانت باردة، حتى زوجي الذي كان من المفترض أن يكون أقرب الناس إليّ، بدا وكأنه يؤدي واجبًا روتينيًا. لم أشعر بأي دفء أو حنان، فقط فراغ قاسٍ يحيط بي.
لم يتوقف الأمر عنده فقط، بل بدأت معاناتي الحقيقية مع زوجاته الأخريات. استقبلنني بنظرات مليئة بالعداء والغيرة، وكأنني عدوة اقتحمت حياتهن لا فتاة مجبرة تبحث عن الاستقرار. كل كلمة وكل نظرة كانت تحمل استنكارًا وكراهية. لم أجد بينهن صديقة أو سندًا، بل عشت في جو مشحون بالتوتر والهمس والغيرة الصامتة.
في تلك الأيام كنت أهرب بخيالي إلى الماضي. أتذكر أحلامي البسيطة التي تحطمت، وأتساءل: هل أخطأت حين استسلمت؟ هل كان يجب أن أتشبث برفضي مهما كان الثمن؟ كنت أعيش صراعًا داخليًا كل ليلة، أبكي بصمت حتى لا يراني أحد. لكن لم يكن هناك مفر أو رجوع، فقد علقت في واقع أقوى من كل محاولاتي للهروب.
ومع مرور الوقت، بدأت أرى وجهًا آخر لزوجي. لم يكن مجرد رجل بارد، بل كان قاسيًا مسيطرًا، ينظر إليّ وكأنني شيء يملكه لا إنسانة لها مشاعر واحتياجات. كنت أشعر أنه يشتري صمتي بخوفه وبماله، وأن حياتي لم تعد ملكًا لي. بدأت أرى نفسي أسيرة داخل بيت كبير، لكن لا مكان لي فيه سوى كظل بلا صوت.
شيئًا فشيئًا بدأت أكتشف أسرارًا مخيفة، وجعلتني أشعر أنني محاصرة أكثر من أي وقت مضى سوف أذكرها بالتفصيل في الصفحة الثالثة…
تعليقات